24 مايو 2007

سبات عميق

سأخلد الى النوم فترة، لكن دون أن أغفو وأشرد

01 مارس 2007

الإدمان والإحباط

الإدمان والإحباط

لا، ليس هكذا تؤكل الحياة ... أنا من شدة الحاجة الى مادة مثيرة حاولت عبثاً فتح قزازة الخمر وإفراغ محتوياتها في سفن دمي المرساة عند مرافئ بعيدة عن القلب اذ تآكلت وتشققت تحت وطأة الصدأ المتفشي فيها . أمسكت برمح ذي طابع تعيس ، فلا يبدو أنه يسجد له ساجد ، فما بالك باختراق الفلينة ؟ هل يعقل يا ناس ان المفتاح لا وجود له في محلّه ، وحتى في مظانّه المعتادة لم أعثر عليه بأثر؟! على أية حال فهذه هي الحقيقة ، وبناءً على ذلك الاستسلام المحبط رفعت في يدي الرمح ، ثم وضعته ، فهو لا يصلح مفتاحاً ، كما ان الحفر والتنقيب الذان يعرفهما من شأنهما أن يغرقانا أكثر فأكثر تحت عباب القنوط والأسى بل والإخفاق . أمّا بعد ؟ لا الرمح ولا القلم ولا مفتاح الشقة المدبّب الحادّ ، فالى أين يا ترى؟ النوم استحالة من الاستحالات ، فلقد دفعتني ضربة الانقباض الواخزة الى حالة يقظة ونشاط أقنعتني بأن أكتفي بكأس من الشاي الأسود، ثم أن انغمس في إيقاد رواسب فحمه المتخلل في عروقي وشراييني - ف السهر ينتظرني لا ريب ولا ضرر!

22 فبراير 2007

السفرجل : ماله ومالنا

السفرجل: ماله ومالنا

صحيح، عدنا من أجل العودة ولا لشيء غيرها ، لكن دعنا نتحدث بصراحة وحرارة ، لنطلق الكلام على عواهنه ، حتى تتفاقم الأمور وتستفحل كالعادة ، انحرافاً ناحية الفجور والانفلات ، هذه المرّة فيما يخص السفرجل ، تلك الفاكهة غير المألوفة عند البعض ، والمألوفة عند البعض الآخر. هل يصلح ، مثلاً ، للعصير أو للشرب بشكل عام؟ أو تنحصر فوائدها على الكلام الفارغ وجلسات الأدب؟ ليس من المعقول طبعاً أن نعصره هنا ، على الساحة غير الملموسة ، ولا حتى استنشاق رائحته أو الاستماع الى رفرفته إن أحدث رفرفة . فلنكتفي اذن بالحكي والسرد ، فيقال اننا نستسيغه وهو مطحون ومطبوخ حتى يصار الى مربى ، كما أنه يروق للبعض ان يشربه نبيذاً ، أو حتى عصيراً (أجل عصيراً)، وهو أيضاً يعتبر من فواكه الغرام. ولعلنا نترك الحبل على الغارب ، كما هو من شأننا أن نفعل ، استوحاءً لهذه الفاكهة المرحّب بها رحابة الصدر (إذ تقع عندنا موقعاً لذيذاً ومهيجاً) ، أن نتوسّم فيها قوة أخرى لم تذكر من قبل ، وهي قدرتها الكامنة على فتح الأسارير وتخفيف الدماء ، فيسود المرح ويحكم العبث.

15 يناير 2007

فضيحة مشروبة في الجامعة الأمريكية - الجزء الثاني

فضيحة مشروبة في الجامعة الأمريكية - (تتمة)

هكذا يا أصدقائي لقد آليت على نفسي ان أسلّط الضوء تسليطاً ساطعاً على ملابسات الفناجين المفخخة ، عسى ان نكتشف هوية المتورطين ... فاذا برسالة مشبوهة تقع امامي وعليها مكتوب اسم "الحاكم بأمر الله" وهو اسم مستعار لا ريب ... ثم ما ان فككت رزمة الأوراق تأهبّاً للانغماس في القراءة والتحليل حتى اصطدمت بحروف حمراء قانية تشرب الى الصدأ ، تصرخ في وجهي وكأنما يصيح رأس مبتور لتوّه : "انتظر! الموت عليك مكتوب!" ... لمن هذا الدم؟ تصاعدت من ألياف الصفحات المخضّبة رائحة كريهة توحي بالضحية المفقودة ، شخص آخر لا ريب قُتل ونُزف دمه من أجل تأليف هذه الرسالة المخيفة ، أجل تخيفني وتضطربني رغم أنني كنت أتوقع شيئاً من هذا القبيل ، إذ لا بدّ لقد مسست بالوتر الحساس من خلال بحثي هذا . لا بأس . الآن ، يجب عليّ أن أتّجه الى المعامل الجامعية ، عسى أن تدلّني على معلومتين مفيدتين : الأولى تتعلّق طبعاً بنسب الدم ، أمّا الثانية فما هو آخر شيء شربه الفقيد قبل أن مات؟ سيضطرّني هذا المسلك الى تبنّي كافة أنواع التحفظ والاحتياط ، فضلاً عن جهود التنكر والتموه اللازمة . كيف لا ومثل هذه الأمور من شأنها أن تثير الشك والريب عند المختبرين ، فيذهب أحدهم الى إبلاغ شرطة الآداب تنفيساً لغيرته وإحباطه الشخصيين . ويبلغ الشرطة بماذا؟ لعله يتخيّلني على علاقة خاصة بل وحميمة مع الحياة ، بحيث أتعرض لكل أنواع الحرام وألوانه ، خاصة لونه الأحمر ، لكنه لا يدرك أهمية مهمة التحقيق ، والسعي وراء الحقيقة كل الحقيقة ، وأن كل هذا من شأنه أن يرمي بالمرء الى هوّات مظلمة لا قبل له بها ، أجل هذا ولا يعرف أيضاً تقدير القهوة ، وأنني سأشرب فنجاناً تلو فنجان وأنفه صاغر ... هه ؟ لماذا لا أشك في أن أحداً مثل هذا المختبر الساذج البليد هو المسؤول عن جريمة الفناجين المغشوشة ، فمن المعقول جداً مثلاً أنه خطط تخطيطاً وتحايل تحايلاً حتى أجد نفسي مضطرّاً الى اللجوء الى خبرته وخدمته في التحليل والاختبار، فينال مني على حين غرّة . لكن لأ - لن أشغل بالي بهذه الوساوس والأوهام ، فبها ينساق المرء في نهاية المطاف الى الهزيمة واليأس ، وعليّ أن أصبر لا أكثر ولا أقل ، حتى أقبض على "الحاكم بأمر الله" هذا ، وأرمي به الى المعتقل .

و بغتة تراءت اليّ الأمور بوضوح : الحاكم بأمر الله رسالته هي الوهم ، لم تصل اليّ ولم يهددني بها ، لا الدم واقع ولا الورق ، انما هو البوليستايرين الذي قد انقضّ على عقلي ببراثمه، وهزّه هزّاً فجنّ جنوناً ... ايه والله هذا العدو عدو صعب ومستعصٍ ، له حيل ومكائد لم تخطر لي ببال . الفنجان الدجّال من اللازم أن أتخلص منه ، فأحرر نفسي والقهوة على السواء.