01 مارس 2007

الإدمان والإحباط

الإدمان والإحباط

لا، ليس هكذا تؤكل الحياة ... أنا من شدة الحاجة الى مادة مثيرة حاولت عبثاً فتح قزازة الخمر وإفراغ محتوياتها في سفن دمي المرساة عند مرافئ بعيدة عن القلب اذ تآكلت وتشققت تحت وطأة الصدأ المتفشي فيها . أمسكت برمح ذي طابع تعيس ، فلا يبدو أنه يسجد له ساجد ، فما بالك باختراق الفلينة ؟ هل يعقل يا ناس ان المفتاح لا وجود له في محلّه ، وحتى في مظانّه المعتادة لم أعثر عليه بأثر؟! على أية حال فهذه هي الحقيقة ، وبناءً على ذلك الاستسلام المحبط رفعت في يدي الرمح ، ثم وضعته ، فهو لا يصلح مفتاحاً ، كما ان الحفر والتنقيب الذان يعرفهما من شأنهما أن يغرقانا أكثر فأكثر تحت عباب القنوط والأسى بل والإخفاق . أمّا بعد ؟ لا الرمح ولا القلم ولا مفتاح الشقة المدبّب الحادّ ، فالى أين يا ترى؟ النوم استحالة من الاستحالات ، فلقد دفعتني ضربة الانقباض الواخزة الى حالة يقظة ونشاط أقنعتني بأن أكتفي بكأس من الشاي الأسود، ثم أن انغمس في إيقاد رواسب فحمه المتخلل في عروقي وشراييني - ف السهر ينتظرني لا ريب ولا ضرر!