06 سبتمبر 2009

أيتها الراعية الشفيعة

أيتها الأنا الصغيرة، الراعية الشفيعة،


إنّي أكتب لك طالبةً الشفاعة، مناشدةً بالعون، وذلك لما قد تعرّضت له نفسي في الآونة الأخيرة من إهمال وإغفال وسوء المعاملة على يد من كلّفتهم برعايتي خلال فترة غيابك: فترة عسى أن تقصر وألا تطول.

فاعلمي يا أختي العزيزة أنّه قد حدث بالأمس القريب، الأول قبل الثاني، أنّ حقّي قد سُلِبَ، وعرضي قد اُنتهك، ثم لبسي قد احترق وانطفأ، فوجدتُ نفسي عاريةً هشّةً أمام تصاريف الدهر الغادرة، وغير الغادرة منها.

والمقصود من هذا أنني كنت ضحية بهدلة غير قليلة، وفريسة مرمطة غير سهلة، من قبل أولئك المنوّطين برعايتي في هذه الفترة.

فقد طبخت لنفسي فنجان قهوة (نعم طبختها ولا من شاف ولا من دري!)، ولم أتذوّق سوى طعم الحنظل، ورائحة العلقم.

- ألا وهو شيء غريب! هتفتُ، وعواطف الحنين تشدّني الى مستقرّ لا قرار له.

عوّضيني هذا أيتها الشفيعة، جُعِلْتُ فداك.
نصول المطحنة لا تدور، لا تطحن حبّات البنّ السوداء. أمّا السكّين والسيف والرمح والقلم الذين قد تركتِني بهم، فلا رجاء فيهم ولا أمل.
لقد حاولت، عبثاً، أن ألفّ البنّ الطازج، غير المطحون، في ظرف من الورق البِكر - الذي جلبته من أعالي الغابات المحفوفة بالأخطار - ثم أن أسحقه سحقاً بما وسعني من قوّة: جهود ذهبت أدراج الرياح.

واعرفي أنني الفراشة الهشّة قد أحسست بقدر كبير من الإهمال، بل والخيانة، فهل هذا حق وهل هذا يرضيك أيتها الراعية؟

ما لي شغل بالسوق
مرّيت أجيبك
عطشان حفنة سنين
اروى على شربك!

المخلصة الوديعة،