29 فبراير 2012

إسناد

إسناد

أخبرنا أبو سعيد الأصمعي قراءةً عليه، أخبرنا الشيخ أبو حسين الدليهمي، قال ورد هذا الخبر في كتاب أحمد بن قريشي الأبطحي، أخبرنا هنيد الكابح، أخبرنا سيّد الطعمي الحسن، أخبرنا يوسف بن الفتح، قال هذا ما سمعته من عبّود الشالجي في مجلسه المطلّ على براعم البردى المتنشّقة وهو مستنشقها، أخبرتنا هند بنت الشيخ الرويني الحنبلي، قالت ليس الأمر كذلك، قال أخبرنا الشيخ ابن قدامة، أخبرنا طازج بن حسنين، أخبرنا الخطيب البغدادي من لفظه سنة ألف وتسعمئة ونيّف، أخبرنا أحمد بن عبد الوهّاب، قال وقد ذكرت الرواة في المعمرين وصنعت في ذلك أخباراً، ولم نجد على ذلك شهادة قاطعة ولا دلالة قائمة، ولا نقدر على ردّها بجواز معناها، ولا على دحضها ولا فرز أصواتها واحدة واحدة، أخبرنا باسم المويلهي سنة ألف وسبعمئة ونيّف، أخبرنا نجيب مخفوز الاسرائيلي قال اذا كان الشيخ ابن قدامة غير صادق في قوله فأين الحقيقة، أخبرنا أبو فتح الإسكندري، نقلاً عن طويس المخنّث قال الحقّ زرعةٌ تنبت بين دفتي كتاب يقتطفها الجراد، قال أخبرنا جميل الأبله نقلاً عن محمد حسنين الثريمي قال سمعتَ الإشاعة اللي مالية البلد، قال إشاعة هند وحسين دي بورسعيد كلها عارفاها، قال أخبرنا سفسف بن فلان الملائكي، أخبرنا مخبر من أمن الدولة، أخبرنا البوّاب عمّ برعي من حي الداهمين، أخبرنا رامي المويلهي قال كنت افتكرتها اشاعة وبعدين عرفت انها الحقيقة، أخبرنا فضيلة الشيخ علي سند، أخبرنا يوسف بن روز اليوسف، أخبرنا الحلّاق قال سمعت لقلقة الهوانم فقلت ما الأمر قلن لا تسأل فيما لا يعنيك وإلا هلكت قال ولو أخبرنا الجاحظ نقلاً عن الزهري قال قال ليتني نعجة الأعمش فسألتُه وقد أخذتْ رأسي تهزّ وتوزّ من أثر الصهباء وقلت وما أمر نعجة الأعمش قال اعرف يا أنت أن الأعمش وهو كبير حلّاقي الأمين إذ كان يداوم على قصّ شعر الخليفة وحاشيته فلقد تناهي إلى مسامعه العديد من أخبار الليالي البغدادية وأطراف الحديث وطراطيش الكلام ولمّا كان الأمر كذلك – وكان كذلك فعلاً – إذ احتبست هذه الأسرار في قلب الأعمش فتطلّعت إلى الخروج منه، وكان هذا بالأمر الخطير فالذي يفشي أسرار الملوك مصيره السحل والخوزقة لا ريب، ثم ما كان منه إلى أن صبّ جميع ما بنفسه في آذان النعجة التي كان يحتفظ بها في حوش البيت – وقيل فوق السطوح – فنجا بذلك من مصير مشؤوم ،انتهى، قُلْ أخبرنا مرسي عبد السالم قال سمعتُ جميع ما أنف من الحكيم البندقي وقد دخل علينا من حيث لا ندري وهو يصدر صياحاً وعياطاً، فتباينت الآراء في أمر دخوله إذ قالت طائفة منا إن هذا المعتوه يجب طرده، اذا فتحنا له سيدخل بحماره، بينما قالت طائفة أخرى بقبوله فكانت الغالبة، هكذا فلقد تشوّش مجلسنا واضطرب بتجلّي الحكيم البندقي وحضوره بيننا، خاصة لما اندفع نحو الغلام الساقي ونزل فيه ضرباً مبرحاً مدمّياً وسرق منه الدنّ ليزلّ به إلى الخارج، لم نتصدَّ له خشية التلوّث والانسياق وراء الباطل الذي لا طائل تحته، قال قال، قال، انقشع صوت الفجر، وامتزج بصهيل الفرسان الصهب، اقتربت ساعة الحساب وجثم الترقّب على صدور الجالسين فوقفوا، قال، قولي، أخبرنا قارع ذو الناقورة، أخبرنا منمنم سيّد القارصين، أخبرنا رعد بن صفصاق النقشبندي قال تسلّلتُ إلى طابق العاهرات المقدّسات وهنّ يكفكفن دموع الغلام المدمّى، قالت احداهنّ هذا جزاء من يحمل الدنّ لوحده، قالت أخرى معترضة كيف تقولين ذلك وكنت تحملين الدنّ في صغرك ولم يحدث لك مكروه ألبتّة، قالت ثالثة ليتني نعجة الأعمش، قالت رابعة أخبرنا نوري الأندلسي قال جاءني هاتفٌ يهتف لي وأنا في الصحراء قائلاً اعلم يا أنت أن ثمّة أربعة يجب تفادي شرّها وتحاشي جرّها، فقلت وما هي فردّ الهاتف قائلاً لا تسأل فيما لا يعنيك فقلت أيعقل أن يجيء هاتف لا يهتف إلا خزعبلات وترّهات قلت وليس هذا أغرب ما سمعت إذ أخبرنا رستم القرديحي عن جعفر ذِي البارِقَتَيْن قال هذه ليست مدوَّنة بل هي دنّ قد تكسّر فأسال سيلاً من الطحلب والطمث والطمي والطنين أخبِرْنا بقصّة أيوب الذي غفر له الحوت ذنوبه جمعاء فقال أَخْبَرَنا عرعر الجنتلمان المزيد من التفاصيل عن طابق العاهرات المقدّسات قال شفي الغلام بفضل رعاية المومسات الطاهرات حتى نسي أو تناسى أمر الدنّ الذي ضاع إذ أعددن له دنّاً جديداً لا تنزل الأحزان ساحته ولا باحته فقام ودار به على حضور المجلس الذي قد اتّسعت دائرته لتشمل جميع ألوان الهمّج والبرابرة والرعاع وأهل الفسق والفجور، قال أخبرنا قال، ضجّ المجلس بمن فيه وعلت أصواتهم بالخشخشة والهتافات المتداخلة، قال أخبرنا قال، بقوللك ايه ماتلمّ نفسك، قال، نُقشت دقائق المشهد في حيطان الصدف اللزجة، ثم ولج إليها اللسان الأرقط فامتصّها تذوّقاً واشمئزازاً، وقيل تقزّزاً واشمئزازاً وهو الأصحّ، لكن كانت عملية اللعق خليقة بأن تنقل إلى المخّ الخطوط العريضة للمنقوش بالداخل، فَحَصَلَتْ مَخْمَخَةٌ، ونتج عن ذلك توافق دلالي رمى بصاحب اللسان إلى النطق بما تذوّق، والإفصاح عمّا جرّبه الفم، فقال إن الموضوع برمّته من تلفيقات ذوي القتبة، أو لعلّه من خرافات العامّة، لكننا لم يعجبنا قوله هذا فرأيناه غير صادق في تصريحاته ونحن نرغب في كشف الحقيقة كاملة، أخبرنا فلان بن علان، أخبرنا ذو الثلّاجتين، قال لما كان صاحب اللسان قد خرّف، ولما كان الغلام الساقي قد انشغل بمجلس عامر باللذة والمتعة والإمتاع والمؤانسة، فلا بدّ من الإمساك بنعجة الأعمش، قال وكيف ذلك وقد هربت منطلقةً من زريبتها، وقيل الحوش، وقيل السطوح والسلالم والله أعلم، قال ثم كيف إنطاقها وهي لا تتكلّم، قال هذا أَمْرٌ لَا يُقْضى إِلّا بالبَعْبَصَة، قال عفّنك الله يا معفّن، قال، قال قلقلة ثم وبينما هم يتخاطفون أطراف الحديث إذ مرّت أمامهم تلك النعجة المباركة وهي غير عابئة بما يخطّطون ولا بما يتآمرون، فندّ عنها ثغاء صحيح فافتضح أمرها، إلا أنها لمّا انتبهت إلى الرجال المتجمّعين وقد أشهروا أصابعهم تهيّؤاً للبعبصة فولّتْ مهرولةً إلى جهة بعيدة وتوارتْ عن الأنظار، قال واصلت النعجة الجري وهي لا تني تطلق ثغاءاً صحيحاً أقرب ما يكون إلى اللقلقة، لق لق، لق لق، قال، وذهبت بعيدة، قال، قُل، لقلقلة النعجة سرت في كامل مفاصلها، تقلقلت جثّتها الصوفية المتربربة، قال لقيت مكاناً بمعزل عن الإنس، بينما تشتدّ وتيرة اللقلقة ولم تقلّ، أو لم تَقْلِلْ وهو الأصحّ، قالت ثغاء، قالت، وبينما هي كذلك اقترب منها الرجال لكنهم ما إن وصلوا إلى موضع القلقلة حتى انفجرتْ النعجة من تلقاء نفسها، قال، فتطايرت شرائح من اللحم النيّ مخلوطة بأطراف الحروف والتشكيل، هنا قاف، وهناك لام، وهنالك همزة، وانغرزت شظايا من الإعراب في جذوع الأشجار، هنا شجرة بلّوط تعلّقت الكسرات في أوراقها، إلخ، أخبرنا دِمنة وقد اختلى بنا فوق جثّتيْ الأسد والثور، أنّ الكدب مالوش رجلين، بل ثلاث أرجل، وقد وشم في كل منها هذه العبارة بإبرة حادّة: لقد ترطجرت، وسيأتي تفصيل ذلك فيما بعد..

03 فبراير 2012

عذراً يا مشاهدينا الكرام، وراءي مشوار قصير

عذراً يا مشاهدينا الكرام، وراءي مشوار قصير

شادد الحزام على وسطي ودايس بنزين، فمن معي؟