31 مارس 2013

مقطع مترجم من كتاب « المأدبة السافرة » لوليام بوروز

مقطع مترجم من كتاب « المأدبة السافرة » لوليام بوروز

قال وليام سيوارد بوروز وقد امتزج كلامه ببعض القص واللزق، والكروكة والجزبرة وغيرهما:

وتسألون عن المأدبة السافرة وما أدراك ما المأدبة السافرة

إن المأدبة السافرة - وقيل: الغداء العاري - لهي بمثابة دليل استعمال واستدجال ... وإذا بشهوات صرصارية سوداء تفتح على كواكب متكوكبة تجري عليها سهول وجبال وجوارٍ وغلمان ... وإذا بالمعاني المجرّدة والأخبار المتمرّدة تستحيل إلى قالوطة سوداء أو بضان عجفاء …

إنّ الكلمة لتنقسم إلى وحدات موحّدة لا تتمزّق ولا تتفلّق وإنما تقدَّم أو تؤخَّر فيجوز تشكيلها وتفعيلها وربطها وضمّها على غرار المواضع الجنسية البديعة وقد اختلط الحابل ببرج بابل.  ويندلع هذا الكتاب ويفيض على الورق بمنةً ويسرةً وصيفاً وشتاءاً فهو عدسة منبعجة وحدسة بِطعجة يا نعجة تنظر من خلالها شتى المناظر .. هذا الكتاب هو نقر على الأوتار ونحر الأفكار، هو نثر الضراط غير نظم الصراط، هو كوكتيل المنفلوطي وكونياك الزاني واللوطي .. يدوّي فيه ضجيج الشارع من أعمال الشغب والشغف والهنك والرنك، وفجر ومجر ومعر وفشر.. يدوّي فيه : صوت القطط وهي تتضاجع، واعتراضات القرموطة الضائعة وقد وُضعت في غير موضعها، والرقاب إذا طارت والعفاريت إذا ثارت، وأنّات الباه وآهات الجاه، والهيروين الصامت صمت الفجر في الخلايا الظمآنة، وإذاعة القاهرة إذا هاصت وماصت كمثل المتنافسين في مزاد للتبع والتنباك واللي باع واللي اشترى واللي اتناك، ومزامير الشهر المبارك وهي تهمس مهدئة مسكّنة في وجه المدمن المريض أسوةً باللص مقطّع الجيوب وهو يتحسّس برفق ويسر اخضرارَ اللحاليح في فجر المترو المشرب بالرصاص …

أيها القارء العزيز : إن الكلمة لتنقضّ عليك مثل الرجل النمر بمخالبه الحديد، وستقطع أصابع القدم واليد مثل السرطان البريّ الانتهازيّ، وستشنقك وتتلقّف منيك المقذوف مثل الكلب المفضوح، وستلتفّ حول ساقيك مثل الحيّة الرقطاء لتحنقك بكأس من قيء الجنّ المعفّن..

« انت بتعمل ايه؟!» يقولها السائح الأمريكي بتقزّز واشمئزاز.

يلا بسرعة : تلعلع أضواء بيضاء .. تطنّ وترنّ صرخات صرصارية شوهاء.. صحوتُ من الموت وفي الفم طعم الحنظل المعدني ..
اجري ورا ريحة الموت اللي من غير لون
شوف القرد المنكوش بعد الولادة على طول
خد التشنّجات الوهمية للأعضاء المبتورة
« ينتظرنا ولاد الوسخة في التِكِسة » قالها إدواردو وقام مات من كتر الدماغ في مدريد ..
تحترق قطارات البودرا وتخترق الجلد الورد ذي التورّمات المهتاجة …
تفقع فلاشات الذروة الجنسية … صور دقيقة تحبس الحركة المشلولة...
التفت جانب أسمر أملس ليشعل سيجارة...
وقف هناك وعلى رأسه قبّعة من القش أهداها له أحدهم … وكلمات زاهدة هادئة تتساقط في الشارع المعتم كالطيور النافقة...
« لأ .. مافيش .. خلصت خلاص .. »
بحر عارم من مطارق هوائية في اصهباب الغسق - تفوح منه رائحة غازات المجاري الصدئة النتنة .. وجوه عمّال شابّة تتذبذب بين الوضوح والغموض في هالات صفراء وقودها قناديل كربيدية … مواسير مكسورة على المكشوف …
« إنهم يعيدون بناء المدينة »
يوافقه لي بلا مبالاة « نعم … دائماً … »
الانتقال إلى الجناح الشرقي، على أية حال، خطوة لا يحمد عقباه …
لما اعرف هاقوللك
« ماينفعش … لا يجدي نفعاً … بلاش شحططة ومرمطة »
« البتاء خلس … تآلَ الجمأة »

22 مارس 2013

كلمة اليوم من لسان العرب: الودي


كلمة اليوم من لسان العرب



وتسألون عن الودي، وما أدراك ما الودي، إنّ المرء ليجد مثل هذه البذاءات اللذيذة إذا ما تمعّن في كتب النحو والمعاجم دون كثير جهد، ذلك أن النحويين وحرّاس اللغة وسدنتها معروف عنهم شغفهم وإيلاعهم بكل غريب وشاذّ قد يلفظه البقّ، والتِم، والبوز، والبوق (وغيرها من الملافظ والمخارج).

قال ابن منظور:

وقال شمر: وَدى أَي سال، قال: ومنه الوَدْيُ فيما أُرى لخُروجه وسَيَلانِه، قال: ومنه الوادي.
ويقال: ودى الحِمارُ فهو وادٍ إذا أَنْعَظَ؛ ويقال: وَدَى بمعنى قَطَر منه الماء عند الإِنْعاظِ. قال ابن بري: وفي تهذيب غريب المصنف للتبريزي وَدَى وَدْياً أَدْلى ليَبُوكَ، بالكاف، قال: وكذلك هو في الغريب. ابن سيده: والوَدْيُ والوَدِيُّ، والتخفيف أَفصح، الماءُ الرقيقُ الأَبيضُ الذي يَخرج في إِثْرِ البول، وخصص الأَزهري في هذا الموضع فقال: الماء الذي يخرج أَبيض رقيقاً على إِثر البول من الإِنسان. قال ابن الأَنباري: الوَدْيُ الذي يخرج من ذكر الرجل بعد البول إِذا كان قد جامع قبل ذلك أَو نَظَرَ، يقال منه: وَدى يَدي وأَوْدىيُودي، والأَول أَجود؛ قال: والمَذْيُ ما يخرج من ذكر الرجل عند النظر يقال: مَذى يَمْذي وأَمْذى يُمْذي.
وفي حديث ما ينقض الوضوءَ ذكر الودي، بسكون الدال وبكسرها وتشديد الياء، البلَل اللّزِجُ الذي يخرج من الذكر بعد البول، يقال وَدى ولا يقال أَوْدى، وقيل: التشديد أَصح وأَفصح من السكون.
ووَدى الشيءُ وَدْياً: سال؛ أَنشد ابن الأَعرابي للأَغلب: كأَنَّ عِرْقَ أَيْرِه، إِذا ودى، حَبْلُ عَجُوزٍ ضَفرَتْ سَبْع قُوى التهذيب: المَذِيُّ والمَنِيُّ والوَدِيُّ مشدداتٌ، وقيل تخفيف.
وقال أَبو عبيدة: المَنِيُّ وحده مشدد والآخران مخففان، قال: ولا أَعلمني سمعت التخفيف في المَنِيّ

15 مارس 2013

الخامس عشر من مارس الموافق للآذار


الخامس عشر من مارس الموافق للآذار

لا نكاد نصدّق أننا بلغنا الذكرى السنوية العاشرة للحرب الامبريالية الأمريكية على العراق. لا نصدّق.


04 مارس 2013

أوائل آذار

أوائل آذار

ووجدنا هذا التحالف مثمراً مورقاً جدا، فولجنا صفحات كويتسي ووولف وغيرهما من أدباء اللغة الانجليزية، فلولا هذا التحالف .. لأ بلاش لولا دي، فما هذا سوى ضرب من التنبؤ غير المرخص.

آه .. ونسيت أقوللكو .. لقد توفّي حاسوب الحجر المأسوف على عهده ومهده ونقول البقاء للّه. وسننقل حديث الحادثة كما حدثت في وقت لاحق بإذن الآلهة، وإنما جاءت هذه التدوينة من أجل تسجيل الوجود لا أكثر ولا أقل

عاشت آذار، مات الحاسوب فليَعِشْ الحاسوب