29 نوفمبر 2012

هيصة وميصة ألفين واتناشر


هيصة وميصة ألفين واتناشر

الحمد لله الذي فضّل الإنسان على سائر مخلوقاته الفاسقة ورفعه فوق بقية مصنوعاته الغاسقة، فوهب له من المهارات والمكائد والبهارات والمفاسد ما لا يحصى ولا يعدّ وما لا يُحمد عقباه ومنها زرع المشمش وحرث الجبال فمسح الجوخ وتقليب الأحوال، ومنها التحلّي بالصبر وإدمان الضجر، ووضع الشيء في موضعه وفي غير موضعه، والرقص على أطراف الخضار وهي ملتهبة، وإنارة الجهات المظلمة بقدر من الطيش والازدراء، والتقاذف بالألقاب والتلاقب وبالأنياب، ومنها أيضاً التروّي في العلامات وترصّد الإيحاءات، وقيل ذلك لفقر ما في الدم ونقص ما في المهجة، أو زيغ في القلب .. ومن المهارات التي وهبها الخالق للمخلوق ودسّها الفاعص في المفعوص: إشاعة الرضى، وبسط اليدين، وإدّعاء الفلسفة على رؤوس الأشهاد والعباد، وهم يوزّعون لهذا الغرض الرُخَص والرتب، فيقولون هذا مدّعي فلسفة، وهذا مدّعي فلاسف مفلسفة، وهذا مفشخر فلسفة، وهذا مفشخر فشخنة، وهذا مخضرم بكارنيه، وهذا مرتزق بخمس جنيه، وثمّة أنواع أخرى أبعد الله عنكم كأسهم وفأسهم، بل ويأسهم أيضاً ..
 [عدلي رزق الله]

وبعد تحياتنا للمرشدات والمرشدين والعبارة الدافئة لهم والشكر والامتنان على ما خاضوا من بحار وما خاطروا من وديان وأفكار، وبعد تبرئتنا لهنّ ولهم من كلّ ما أتى ويأتي من دفق المداد ورشق الكلم على هذه المساحة الالكترونية الضيقة حيناً والفسيحة أحياناً أُخَر، ثمّ بعد الغمز واللمز على الشكاكين والشكاكات من الإنس والجنّ، وبعد بعث البهجة بالبعبصة والبغبغان، أقول:

هذا كتاب الهيصة والميصة ألفين واتناشر قد دوّنتُ فيه بعض ما أبصرته العين وجرّبته النفس، وهو بمثابة شبكة خيوطها من المخمل وأوراق الزنزلخت فقد التصق بها بعض الملاحظات والانطباعات التي هي كمثل اللؤلؤات الطائرة الطائشة وقد احتبست في سوائل نسغ الشجر، لعلّ القارئ يقتطفها ويزيل عنها طبقات اللزوجة المتقشرة فيستلذّ بها ويستمرئها..

فصل منه في الصاعد والهابط

حدّثنا أبو زعبل المنفلوطي نقلاً عن السيد سوزان السرادق أن الفقيه البشري أطلق على أحد خصومه أنعاتاً غير كريمة، فردّ عليه هذا الخصم بأقوال أخَر ترجمت إلى الفارسية ومنها إلى البولندية ثم منها ترجمت مرّة أخرى إلى اللغة العربية ومفادها أن البيرق الخنصري قال للمتجمّعين على ضفاف البردى:

ما شاء الله على هذه الوجوه المشرقة الجميلة، ما شاء الله – وإن لم تشأ الآلهة كلّها فهي دائمة التعارك والتبارك فيما بينها – على هذه البدعة المعمارية-المعرفية، هذه المنشأة الاجتماعية-الكيميائية التي يسمّونها المؤتمر الآكاديمي.
[اعتماد خورشيد]

قال: ويتقاطر إليه المتفلسفون أفواجاً بمختلف رخصهم ورتبهم، وحتى الذي لم تصدر لهم رخص بعد، هذا المحجّ السنوي الذي بات يستقطب المؤمين والملحدين على حدّ سواء، وغدا مزاراً للعسس والفسس وتجّار العلم، وقد عوّد أهله على طقوس ثابتة توضح للعين الفاحصة جوهر معتقداتهم وعنصر مقدّساتهم التي تخضع لا شك لمنظوم بنيوي تحتاني متكامل يحدّد مكانة أصغر عضو فيه ويكتب له مسار تحرّكاته وتصرّفاته لا ريب، فيكون كل عضو في هذا المنظوم بمثابة لفظ واحد في جملة كُتبت تحوّلاتها وتقلّباتها مسبقاً في رأس الإله النحوي الذي يقيمون له الولائم ويذبحون له الأطفال والحيوانات ذات الذيول القصيرة .. أو هكذا يدّعي بعض من تسلّل إلى أوكارهم وتعرّف إلى نسائهم ، الغرض، المهمّ، أنك تراهم تمارسون عادات غريبة في هذا الحجّ، فيقومون مبكّراً وينخرطون في مناسك الطواف، وأنت تحسّ بهم صباحاً وقد تمكّنت منهم القهوة، ثم تشعر بهم مساءاً وقد استبدّ بهم النبيذ، فهذه النشوة الصباحية وتلك النشوة المسائية تجعلانهم في حالة أشبه ما تكون إلى حالة المختلج آرابه قبيل الدخول في الغيبوبة، أو حالة الفائق من الغيبوبة وبه حماس يتطاير منه الشرر ورواسب النشادر المتكلّس، وكفى في هذا الباب.

فصل منه في البثّ والضجيج

واعلموا يا ذوي الآذان المنصتة أن البثّ هو الكلمة، والرسالة، والمراد إبلاغه وتوصيله، أمّا الضجيج فهو الشوشرة، والإحباط، والتشوّش والإفراط، واعلموا كذلك أنني شاهدتُ عن قرب وعن قصد أو غير قصد – وأظنه من غير قصد، لأننا لسنا هنا في بوتقة المقاصد والقصائد والقصدَدَة المتقصّدة – شاهدتُ وجرّبتُ حدثين إثنين إن دلّا على شيء فيدلّان على هذه الجدلية المثمرة بين البثّ من جهة، والضجيج من جهة أخرى .. وهي ليست جدلية متجمّدة بالمعنى الثنائي الهيجلي للكلمة، وإنما هي جدلية لما فيها من جدل وجدال، وجدّ وتجديد، ودلّ ودلالة، وجدولة الخ.. حدثان اثنان ما أبعد الأوّل عن أخيه، وما أشسع المسافة بين الواحد والثاني، من حيث المبغى والمعنى والمجرى والمضمار، ورغم هذا البعد وتلك المسافة، إلا أنني أراه من اللائق والجميل أن أروي هذين الحدثين في إطار هذه الجدلية المثمرة بين البثّ والضجيج.

ففي الحدث الأول، وهو أقلّ شأناً وأخفّ وطأً من الحدث الثاني بكثير، رأينا البثّ وقد تمكّن منه الضجيج، فأبصرنا الصورة وقد توغّل فيها الخليط والمزيج، يا الله، ما أبهى هذا الوجه الذي ظهر على الشاشة أكثر من مرّتين، ما أروع هذه الروح الساكنة وراء البحار، ولكن يا الله، لعناتك على عبط الماكنات، وعطب الأجهزة واللقيمات، لعناتك على وسوسة إبليس في صحّة الصوت وتفّاحة العريس، ذلك أنّه قد حال الضجيج بيننا وبين البثّ، مما تسبّب في أزمة دلالية اختلط فيها الهابل بالنابل وجعل الكلّ يسبّ دين الآباء والأمّهات، هذا والسبّ ليس فيه ذوق، ولا مراعاة أصول، إنما هو صنف متطور من الضجيج، ونوع مصطفى من الدوشة، لذا قد زاد الطين بلّة وفاض الكيل بالتقنيات الحديثة، ودخلنا كلّنا في زوبعة من التخابط والتعابط والصيات والعياط، أسفر عنها جرحى بالمئات، هذا مصاب بالانفلوينزا، وهذا مصاب بالبواسير، وهذا يطرطش الدم من نافوخه شلّالات، الخ، ولمّا جاءت الراجفة، وتبعتها الرادفة، اختلف القوم في مصير الجماعة، وانصرف الكلّ وهو يلتذّ بالمتعة والمياعة..

[عدلي رزق الله]

وفي الحدث الثاني، تدخّل الضجيج في عملية البثّ مرّة أخرى، فأثناها عن طريقها وأغراها عن بريقها، وأصل الحكاية يا ناس أننا قد تواصلنا منذ عدّة سنين مضت وانقضت مع أحد الجهابذة الصغار، وذلك من خلال احدى مواضع التخابر الاشتراكي، أو قل مواقع التواصل الاجتماعي، المنتشرة هنا وهناك في حقول الشبكة العالمية الكهربائية وفي جحورها وحيطانها وعروقها وشرايينها ، تعرّفتُ على جهبذ من الجهابذة – وأقول جهبذ على كلّ وأيّ شخص يتمتع بقدر من المجد والطموح، ويلزم أيضاً أن يكون موضعاً لغيرتي وحسدي إلى حدّ ما – تعرّفت على هذا الجهبذ، أو قل تأمّلتُ لفترة قصيرة فرصة التعرّف عليه، وهنا نتبيّن الفرق بين الحدث الأول والحدث الثاني، ففي الحدث الأول قد أفسد الضجيج البثّ، وحالت الضوضاء بيننا وبين الوجه الجميل، إلا أننا في ذلك الحدث الأوّل ظللنا مرتبطين بذلك الوجه بشكل من الأشكال، فقد توطّدت الصلات وتوثّقت العرى في وقت سابق، أمّا في هذا الحدث الثاني، فقد انتصر البثّ في أوّل الأمر، وتجلّى الوجه وتجسّد الجسد، إلا أننا في لحظة التلاقي قد انتبهتُ إلى شيء من الضجيج من شأنه لا ريب أن يعلو ويزداد مع الدقائق والساعات.  ولم أترك فرصة لهذا الضجيج أن يعلو أكثر، فقد أدركت الإرهاصات وتلمّستُ العلامات، ومن هذه العلامات اختلافٌ بسيط في الملبس والمسكن، وميل ملحوظ إلى الدعارة والفسق، لأ، أرجو ألا تسيؤوا فهمي، فأنا أمجّد الدعارة وأحابي الفسق، وأضف إلى ذلك أنني من أنصار التسيّب والتهتّك والهبوط والانحطاط، لكني قد طوّرت مع مضي السنين وتوالي المواسم إحساساً رفيعاً بالمفاجآت المتوقعة من بعض الطوائف من القوم، واحتمال تحوّلهم السريع واشتعال تحرّكهم المنيع، أو بمعنى آخر قد انتبهتُ إلى طاقة مذهلة في هذا الشخص قد تدعو إلى الثقة والتهليل لكنها في معظم الحالات لا تدعو إلا إلى البهدلة وتضييع الوقت وابتلاع الحنظل وتنامي المرارة ثم فقعها.  ففي نهاية هذا الحدث، وجدتُ نفسي قد وأدت فرصة في مهدها، وقطعت علاقة قبل لحدها، فانتشر السحاب وتعالت السخائم حتى رددتُ على أعقابي وأنا أهتف يا عالم يا وصخة..

وحطة يا بطة يا ديل الجطة

فصل منه في مدح السابحات سبحا والمدبّرات أمرا

الحقيقة معرفتش أسميهم ايه، بس برضه الأسامي دي حلوة، السابحات سبحا والمدبرات أمرا، وقد تواضعوا الناس على القول بأنهنّ الملائكة، لكن لم يثبت ذلك، وأذهب إلى القول بأنهنّ أكثر من ذلك بكثير، إذ أنهنّ يتّسمن ببعض صفات الملائكة، وفي الوقت نفسه يتشاركون والجنّ العديد من الصفات والسمات والخصائص والمهارات، والنجوم كذلك تجدها تقارب السابحات سبحا في نقاط عدّة، خاصة في نقطة الأشعّة المشرقة المنبثقة منها أسوة بالأحابيل الممتدّة الطول، طرفها الأول هناك، فوق، وطرفها الآخر منغرز في مرافق المهجة ومحاور الفؤاد، جميلات المحيّا وهذا مفروغ منه، مقطوع به..
وأياً كنّ فهنّ يستحققن المدح صيفاً وشتاءاً، وقد واتتنا أنا واحدى الرفيقات فرصة المدح هذه، وإن كنّا في عملية المدح مفضوحين بإعجابنا المتطرّف والتياعنا المتجرّف، بالطبع فلا يخفى على أحد هذا النوع من الإعجاب الذي لا يضاهيه شيء في المشاعر الإنسانية السويّة.. حقاً لكم تمكنّت منا تلك الحبال، ولكم خالجتنا تلك الأشعّة فداخت الأوزان وماج الجأش وتحابكت الجذور في بعضها البعض، مما انعكس انعكاساً واضحاً على وجوهنا الممتقعة حيناً والمحمرّة أحياناً أُخَر، كما افتضحنا برعشات الجفنين وتلعثم الأنف وتغلّب الحروف النطعية على سائر حروف الله – والمعروف أن الحروف النطعية والتنطع بشكل عام ما هي إلا حيل شيطانية وبيان ذلك في كتاب ابن قدامة قدّسه الله سرّه ورفعه فوق غيره من الحنابلة – المهم، رأينا أنا ورفيقتي وقد تمكّنت منا هذه الحبال وجاشت الصدور بتلك الأشعة رأينا أن نقضي عبادتنا لسابحتين اثنتين على وجه الخصوص، فقد كان من المقرّر أن يدور فلكهما في دوران فلكنا فبالتالي سيتسنّى لنا أن نقابلهما بعد طول غياب..

احداهما طويلة هادئة، واحداهما مليحة شرسة، ليس هذا وصفاً دقيقاً وإنما يلخّص للقارئ الجاهل ما لا يمكن تلخيصه، المهم أنهما الاثنتان آيتان في الحسن والشياكة، والظرف أيضاً، وغير هذه العبارات الغثّة لا أجد سبيلاً لتوضيح الصورة، قد حاولتُ ذلك سابقاً وعجزتُ عن الإكمال، عدد لا بأس به من التدوينات بدأتُ كتابتها وأنا قائل في نفسي: سأدوّن هذه المرّة بشأن هذه السابحة سبحا، أو تلك المدبّرة أمرا – لكنني كل مرّة تصيبني سورة من العكّ، وتنتابني نوبة من البواسير فلا يسعني المضي قدماً.. ولا غرو في ذلك، إذ أن مثل هذه الحكايات لا تنبت ولا تزدهر إلا في جلسات النميمة المنوّرة بأهلها والتي تدار فيها الكؤوس وتتبقبق فيها بنات المعدة والوجنتين. لهذا السبب ولأسباب أخرى سأكتفي بتلاوة بعض الكلمات والأقوال المنسوبة إلى احدى هاتين السابحتين، والتي كثيراً ما جرت على لساني ولسان رفيقتي ونحن بصدد التخطيط لطقوس العبادة والإشادة، مع العلم بأن هذه التلاوة تكاد أن تكون سلسلة من الطلاسم أطلقها من أجل تحضير الروح وإن غاب الجسد:

تستست انتو عارفين، الشوفير مش رفاهية، الدنيا فيها زحمة.. قلتله أنا متمكّنة من كلامي..
طلّاب كازوزة.. انتو عارفين.. يصول ويجول، الخ..

نعم، قالت: أنا متمكّنة من كلامي

فأصبحت هذه الكلمة الأخيرة – أنا متمكّنة من كلامي – شعاراً نهتف به عند الانتصارات الصغيرة منها والصغيرة جداً فهو يمثّل بالنسبة لنا تغلّب الإرادة الفردية الحرّة على تلك الظلمات الممتدّة في الطرقات والسلالم والأسانسير والصناديق حتى ليتساءل الظرفاء من القوم: ما هي الظلمات الممتدّة هذه؟ أهي غلال الليل قد انسدل على الأفق؟  أهي أَخْوَنة المواصلات العامّة والخاصّة؟  أهي التردّي الملحوظ في الذوق، والأخلاق، والحزق واللزق؟  أتكمن سرّها في تراجع الهنك والرنك؟  آهٍ، لكم كان الهنك – وكذلك الرنك الذي لا يبعد عن أخيه إلا بمقدار أحدثه المحدثون وغالى فيه المغالون في الأرطال والفراسخ والأفدنة والأشبار – لكم كان الهنك لطيفاً، هيّناً، أيام زمان .. فكنّا نكتفي بحبق الجسور، والسمسم المقشور، وخان أبي منصور، لكننا الآن أصبحنا في حيرة من الأمور، إذ انتشرت الأسماء وازداد عددها بحيث لم نعد نفهم ما الفرق بين المصّ قائماً، والمصّ قاعداً، واحتجبت عن إدراكنا الزمزمة الطارئة، والزقططة الخارئة: نحن الذين كنا نكتفي بدلج الليل، ولحس العتب .. تست تست، انتو عارفين..
[عدلي رزق الله]

أحقاً كانت تجري كل تلك السطور البنفسجية في بالنا حينما سمعنا العبارة الآنفة ذكرها؟ لا أدري. لا أدري سوى أن الأفكار من هذا الصنف أخذت تتزاحم وتتدفّق في خضمّ الأحداث والأفواه، والمؤكّد على كل حال أن سيّدتنا كانت وما زالت تثير فينا هذا التساؤل الذي أوّله التعجّب والإعجاب: هي متمكّنة، وظريفة، وبأسها شديد، لكن إلى أين مدى يا ترى تمتدّ روح التسامح – أو قل روح الانحطاط – الشبابي عندها؟ صحيح أن المثل بيقول: ياما تحت السواهي دواهي، لكن سيّدتنا دواهيها باينة، مما يدعو إلى الشك: هل الدواهي الظاهرة هي مجرّد طبقة بورجوازية تغطّي باطناً كله براءة وطهارة وعفّة وعفاف؟ والإجابة: لأ، والحمد للآلهة صيفاً وشتاءاً.  ثم طفر تساؤل آخر تمخّضت عنه سلسلة التساؤلات السابقة على غرار الحصى المجوّف قد غطس فقبّ: أيلزم أن يكون الانحطاط هو مقياس المحبّة عندنا؟  تساؤل ضاع وتذرّى في مهبّ الاستفاضات الزاخرة، فخفت أوار الشعلة الزئبقية التي كثيراً ما تنشع بشمعها الحيطان عند هبوط الساعة، وخاصة الساعة التي كنا فيها نسجّل هذه الأحداث والأحاديث وقد شحذنا عقولنا لهذا الغرض النبيل، وعندئذ، عندئذ فقط، وصلنا إلى المحطّة التي لا بد وأن نعلن فيها: أيها المعلنون فيهم، لنتذكّر كل ما جرى في هذا اللقاء التاريخي، بدءاً من ورود الخبر وثمراته، والتأكد من الأسماء في جدول الجعجعات، مروراً مفاجأتهنّ لنا على باب المحاكمة، ثم اشرئباب أعناقنا وتهلّل أبصارنا وتضارب أقمارنا في بعضها البعض لدى سماعننا لهنّ يغرّدن تغريدات انجليزية يرفرف لها القلب وتتلقلق من أجلها لقلقة التدثّر والاندثار .. وبعد ذلك كلّه: انطلاقة الفلّينة من رأس الشامبانيا! (!!)

وأخيراً أودّ أن أنفي تلك الشائعة المخزية التي انبثقت منذ عدّة سنين أنني الحرّ الفقير قد ألّفتُ رواية عن صاحبة هذه الأقوال، فها أنا أنفيها بشدّة، فلا شبه بينها وبين شخصية الرواية، ولا وثيقة توثّق حتى أصل هذه الكلمات أو تثبت نسبها إلى السابحة سبحا المذكورة.

ذكر لبعض الألفاظ والإشارات التي تصدّع بسببها ذهني وتشوّش عقلي وراح بالي يبول على نفسه إلا أني سعيد بأنني لن أضطرّ إلى سماعها بعد اليوم

أعذار أعذار أكثر من اللازم مقاومة أو تصدٍ قال هذه مقاومة أنت تقاوم أو تتصدّى الرقيّ فض الالتزام الضيعة ثم عيون مرفوعة إلى أعلى على الطريقة الجنبلاطية ، دلالة على ايه بالظبط؟ يعني طظ؟ يعني ان ليك رأي تاني؟ دخيلك قوللي، قال نرفع بهم إلى مستوانا لم يفعل بهذا البحث شيئاً مفيداً دول بتوع ما بعد الاستعمار بل نريد أن نتجاوز السيدة فلانة الضيعة الجدليات السلبية الضيعة  المشاعر المتشكّلة الجدليات السلبية والمشاعر المتشكلة الضيعة "وتقعد و.." ، وايه يعني وقال مشاعر متشكّلة وجدليات سلبية ثم لعبة العيون لفوق لأ طيب لأ خلص.. لأ لما يلؤّك.. ، اقفل الوسوسة، افتح الوسوسة، اقفلها وافتحها وهكذا دواليك، هذا ليس عذراً، أصحابك دول، هل تريد أن تقول شيئاً عن السياسي والأدبي،  "وتقعد و.." خلص.. وعندك مشاكل مع أبوك، الخ،وحياة الطفيليين صيفاً وشتاءاً (اختراع من عندي) أعذار أعذار أعذار جك قرف

لا أحبّ الهجاء، إنما أنجذب نحوه وهو يجذبني إليه،  (ولا أقصد شخصاً حقيقياً من هذا الهجاء، أو أشخاصاً حقيقيين، لأن الذمّ بطبعه يوجّه للأوهام والمخاطر المخيلة للنفس المتحمسة المقدامة) (تم تدوين هذا الفصل أثناء الإعصار وقد ضاقت بنا السبل وحبسونا في وكر أحد الملاعين أبعد عنكم كأسه)
وكفى في هذا الباب..

فصل آخر في إطلاق الشامبانيا

وإذا كنّا قد أوجزنا في مدح السابحتين المذكورتين أعلاه فهذا لا يمنع أن نغدق عليكم بالمزيد من السوائل.. فوصلنا إلى قمّة الطقوس وأوج الشعائر حين إطلاق الفلّينة من رأس الشامبانيا، مما أحدث فرقعة صافية لفتت إلينا أنظار الجهابذة من القوم ونحن لا نبالي، فانبثق البثق وعبعبنا الطوفان، وتلألأ الليل واستبدّ بنا الطرب والجرب،

قالت الأنا الصغيرة: نحن طفيليون! أو طُفَيْلِيَّانِ، وهو الأصحّ

فصل ما لا يفصل

وقال حسنين زعيم الجعافرة في بتوع الهيصة والميصة: وتراهم كغيرهم من أبناء الحداثة البارّين يخصّصون أماكن للجدّ وأخرى للهزل، إلا أن الجدّ هو المهيمن المسيطر إلى درجة أن الجاحظ لو بعثت فيه الحياة من جديد لانتحر في الحال وكله حسرة وانقباض. لكنني أبالغ كثيراً (!) في قولي هذا، بينما تكمن المصيبة الحقيقية في مناسبة الهزل المخصصة التي هي عبارة عن صخب وعربدة لا هدف واضح لهما سوى تمجيد تجّار المزيكا المصاصين للأرواح والهدّامين للأذواق..

أجل وأسفاه، لكم يحزّ في النفس أن تتحوّل هذه المناسبة الهزلية الواعدة إلى مهزلة شوهاء ومسخرة بلهاء يقودها من أربئ به عن مثل هذه الشعائر الدنيئة، وأظنّ اسمه بلال شدّاد أو اسم من هذا القبيل، فهو منذ عدّة سنوات يبثّ علينا طراطيش عمرو دياب ونانسي وعاصي الحلاني ومعرفش ايه، ألا يدري السيّد بلال – بل المؤكد أنه يدري فهو واسع العلم شاسع الحلم – أن جميع هذه الأصوات إن هي إلا كوابيس سامّة، فلول، من العصر البائد والنظام الفاسد، وكان الأجدر بها – ألا تدري هذا يا سيّد بلال؟ جعلت أنا فداك – كان الأجدر بها أن يجرى لها ما جرى لمبارك والقذافي وبن علي؟ (؟) وفي سنة الثورة 2011، لم نسمع منه إلا أغنية ثورية واحدة (بعيداً عن الهزار، حبيت الأغنية جداً)، ثم في هذه السنة ألفين واتناشر لم يكن لنا نصيب من هذه الناحية إطلاقاً بتاتاً نوو خالص، وإنما بُثت علينا تلك الدودة الأذنية الغازية من كوريا الجنوبية .. (؟!).  وكفى قوي في هذا الباب. كفى قوي صراحة

فصل الفيصل والفاصوليا..

قال من أذرْته الحروف على حين غرّة وعرّة: وكأن كل مشاكلنا مردّها الحداثة وآهٍ يا حداثة لكم ظلمناك .. متى ندفن شبح الحداثة؟ قال: لنبدأ بدفن المصطلح ومسحه من قاموسنا الآكاديمي واليومي الله

فصائل .. الفصللة (؟!) الله

هذا وقد تلعلع الهودج في مناكب الكوثر،(1)
          ///// وفسق الودود عن قشرة الخشخاش(2)
فتوالى الموج على سوسن الردى(3)
          ///// وجفى عن شكلنا الماء والحاء(4)

قل: رُدّ لنا ما سلب، وأَنِرْ (أير، أير) ما تعكّر من جرّاء الفسق. ثم وجدنا الوريقة التالية وقد كُتب عليها وفيها وعلى متنها ما يلي: هوسر بوسر جاءتك البواسير صيفاً وشتاءاً، أيتها المؤامرة





---------
(1)  قوله "هذا وقد" عبارة متداولة في الأخبار الفضائية ، ثم قوله "تلعلع" كلمة اكتسبها من احدى القصص العامية وتم البحث عنها في قاموس هايندز وبدوي وتم استثمارها أكثر من مرة في موضعه وفي غير موضعه، وقوله "الهودج" كذا في الأصل، وقوله "في مناكب" وهو مقطوع من العبارة الكاملة في مراكب الأرض وتم استبدالها بالتعبير إياه، وقوله "كوثر" نهر أو نبع في الجنة واسم لبقّالة في حي لوران في الإسكندرية
(2)  وقوله "فسق" أي خرج وهو المعنى الأصلي للكلمة، ثم قوله "الودود" وهذا للإيقاع فقط، ثم قوله "قشرة الخشخاش" لا ندري لكن أغلب الظن أنه إشارة إلى زهرة الخشخاش، رواية لخيري شلبي برّد الله ضريحه صيفاً وشتاءاً
(3)  وقوله "توالى" من المحسنات البديعية، و"الردى" أي الموت، كلمة تعلّمها من بدر شاكر السياب ذي الوجه المستطيل والشنب الأكثر استطالة
(4)  وهذا السطر الأخير مستعار بتصرّف من أبي نواس، وقوله "الحاء" إضافة، إشارة منه إلى الأصوات التي قد تنطلق عن غير إرادة أثناء تلاوة هذه القصيدة قدام الجمهور، وكفى في هذه الهوامش

18 نوفمبر 2012

مدّعي الفلسفة برخصة

مدّعي الفلسفة برخصة

وشكراً لجميع الأطراف

01 نوفمبر 2012

الأسماء القبحى



 
الأسماء القبحى

أفكّر في عملية تسمية جديدة، الهدف منها التمويه، والتشويه، والتلوّن أسوةً بالحرباء .. وهذا ليس لشيء سوى أن الحقب توالت، والعصور تعاقبت، والإسم الذي لا يلحق بركب السمسمة والأسماء قد تجذب إلى مسمّاها ما لا يُحمد عقباه..

17 أكتوبر 2012

ذمّ السخام والتحذير من السخمة



ذَمُّ السُّخَامِ وَالتَّحْذِيرُ مِن السَّخَمَة

سبحان من خلق ومن صوّر، المدوّنة دي أخيراً جالها اول سخام فضائي، ويسمّونه بلغة الفرنجة "سبام" بسكون السين وتفجير الباء، إنه لشرف كبير أن نمرمغ صفحاتنا المشرقة بهذه المادّة اللزجة المنافرة للمناخير والأخلاق الحميدة، ومن أوستورايخ كمان، أنا عن نفسي مش ناوي أزور موقعهم بس شكلهم شوية زبّالين من الطراز الديني، ربنا ينصرهم ويفطروا على ريحة الزلط المجلفن إن شاءت الآلهة.

ونعلم ان الخالق قد رفع بعض المدوّنات فوق بعضها درجاتٍ لعلّها ترزق بما لم ترزق به غيرها وإن كانوا مجلفنين.. والمعلوم كذلك أن أعلى درجات المدوّنات هي التي تجذب السخام وتغريه إغراء السبانخ لقطعان القراميط في يوم بخّاخ ومهبّب.

ولما انتشر السخام في أرجاء البسيطة وأعماق البحار رأى أرباب القوم أن يواجهوه مواجهة شرسة بغية استئصال هذه الأورام الخبيثة واجتثاث الجراثيم الظريفة، ولم يكفِ أن يقولوا لها بطّلي ظرف، لأ، كانت الإشكالية أعوص من ذلك بأرطال، في مثل هذه الحالات لا تنفع المواجهة المباشرة لا، الأمر خطير ويقتضي أفعالاً خطيرة، لذا تفنّنوا في الميثولوجيا، وسلكوا دروباً في المروت الموحشة والأراضي المقفرة، فأقاموا الأصنام وأنطقوها إنطاقاً ليعلموا القوم أن الخطر الجسيم والعقاب أليم نعم أليم، ثم ما كان منهم إلا أن أشعلوا في أصنامهم النار وعلى طقطقة الخشب المتآكل لهباً ولمعاً جعلوا يسمّونها هذا شنقناق، وهذا شيبصان، وهذه سملقة وهذه زوبعة، وهذا شقلون، وهذا مرمطون، وهذا كان وكان وهذا خونرت بام، أما هذه الأخيرة، الشقية المنتشرة، اللبؤة الشرسة فلنسمِّها سخموط بفتح السين وسكون الخاء وإطلاق الميم بعد سدّه، أمّا الطاء فيُنطق إذا عرفتَ إلى ذلك سبيلاً، ويُترك إذا كان المطر هاطلاً هطيلاً، ففي ذلك هلاك مبين إن خالفت.

وتسألون عن سخموط، وما أدراك ما السخموط، قل أنتِ اللبؤة المجرجصة، الصائدة المعرّصة، أنت الحرباء الفوّاحة والواطية الردّاحة، تتقصّع وتتلوّى، تستشري وتتهوّى، أنت الواغلة الواغشة العاكشة المتعوكشة (من عكاشة)، تتقاطر زبداً وزغروطاً ،تسيل دماً عبوطاً، أنت النفاثة في العُقَد والبثاثة للحُقَد، جاءت أيامك بيضاء لما كانت سوداء، وكأسك صهباء لما كانت صفراء، جك قرف يا شرشوح يا للي ستين منك بلحلوح! هيهي.

وهذا دعاء الذمّ، وإذا أردتُه مدحاً فغيّر من لهجتك يا قاسي يا بارد.

والثابت عندنا أنهم سمّوا السخام بالسخموط لكثرة السخمطة فيه، وهي كلمة يشرحها لنا الأستاذ الدكتور يوسف زيدان في كتابه كلمات: التقاط الألماس من كلام الناس إذ يقول:

رحتُ أتساءل ما بين نفسي ونفسي عن معنى هذا الفعل سخمطة ... وبلطف شديد، سألت أمي عن معنى الكلمة فقالت: بس يا ولد! ولم أفهم شيئاً . بعدها بأيام، وبلطف أشدّ، اقتربت من أحد أخوالي، وسألته عن معنى سخمطها فقال زاعقاً: بس يا ولد. (65)

ولأني أرى للاستطراد والاستفاضة فوائدة عظيمة، فلا بأس أن نتفكّر قليلاً في هذه الأزمة الدلالية التي مرّ بها الأستاذ يوسف زيدان وهو في العاشرة من عمره، إذ تناهت إلى مسامعه كلمة بذيئة لم يتبيّن معناها ولا مغزاها، فذهب مستفسراً مستجدياً إلى الأمّ.  ولماذا يا ترى ذهب إلى الأمّ؟ أولّاً لأن الأمّ هي مصدر اللغة والقادرة على فك شيفراتها المستغلقة على العيل الصغير المتلعثم. وبالإضافة إلى ذلك من الجدير بالذكر أنه لم يسأل عن المعنى فحسب بل أراد فهم الفعل، قال "معنى هذا الفعل سخمطة" ولم يقل "هذه الكلمة سخمطة" وفي ذلك دلالة مؤشّرة وحثالة مقشّرة.  علشان يوصل لجوهر المعنى كان لازم يعرف السخمطة تتعمل ازاي، لذا كان الردّ مناسباً مفيداً: بس يا ولد، والبسّ معناه بوسة.  ثمّ ذهب مهرولاً إلى الخال وليس العم، لأن الخال يقرب للأمّ وإن طرح السؤال بلطف شديد هذه المرة فهذا لم يمنع أن يجيء الردّ واعظاً رادعاً، مما أحدث عنده بلبلة في التفكير وتساؤلاً دائماً عن المعنى المقرونة عنده بالعنف والأهمية فظلّت متهرّبة منه في غياب الأب\الأصل، الذي دفعه إلى الانشغال بعلم الاشتقاق فيما بعد. ويقول:

ومضت سنون طوال، ثم سمعتُ الكلمة مرة أخرى، في سياق آخر، ورحت أفكر في الأصل الذي جاءت منه سخمطة، فبدا لي أولا أنها استخدام عامي للكلمة الفصيحة (السخائم) وأنها مشتقة منها على نحو خاص. غير أن السخائم التي هي الكراهية المكبوتة والغل الأسود ترتبط بالشعور الجواني الكظيم، لا بالفعل البدني المروّع، ومن ثم فهي بعيدة عن السخمطة، وإن اشترك في الكلمتين حرفان من أقوى الحروف العربية نطقاً: السين والخاء. وظلّت الكلمة تخايلني، وظللت أتأمل معناها ومبناها، حتى طفر في ذهني فجأة أصلها القديم: سِخْمِتْ. (66)

المهم بالنسبة لنا أن نفهم أن الآلهة سخمت دي كانت أروبة، بتنزل في الناس سخمطة وبهدلة وويلاتٍ عظيمة، اقترن اسمها بالحروب والدبح، لذا يقول الأستاذ يوسف زيدان أن سخمت ولدت سخمطة وهي كلمة مرتبطة بالهلاك ومفادها النكاح غصباً.  ولهذا كله لم تكن تسمية السخام بسخموط ببعيدة بل كانت بمناسبة ملائمة تفيد بالغرض.

لكني أرى للاستفاضة والإسهاب والرغي والإطناب فوائد ضخمة، فأقول: إننا في هذه الفقرة الطافحة بالمعاني المتخابطة نرى الأستاذ يوسف زيدان وهو يروي لنا رواية ظريفة عن هوسه بالتأصيل، الذي أراه منبعثا من حاجته إلى الأب المفقود/غير الظاهر، وإثبات نسبه ونسله وأصله وفصله.  لكنّه لن يصل إلى هذا الثبات، فيقول "طفر في ذهني" والطفرة فرع وليست بأصلٍ، ثم يُرجع الكلمة إلى الآلهة الفرعونية سخمت، بعد إبعاده للأصل العربي الفصيح.  ذلك أنه في غياب الأب لا يجد معنى ولا ثبات في لغة الإله العربي الواحد، بل يذهب أبعد من ذلك إلى بلبلة الآلهة القديمة فيثبت عنده أن السخمطة من أصل هذه البلبلة، بل إنها من أصل إلهي وثني متعدد الأشكال، سخمت نفسها تتلون وتتغير حسب الموسم والعبد ومحصول الحصاد، رأسها لبؤة وجسدها بشر. إذن لقد وصل إلى تعدّد ولا توحيد، واكتشف تنوعاً متبدّلاً لا ثباتاً متكوّناً.

إشفاقي كله على يوسف ليس لأنه لم يصل إلى الأب، إنما لأنه نظر في الاشتقاق والتأصيل سبيلاً إلى المعنى، وبهذا نبذ الحياة الدنيا وهرب إلى الحروف والتاريخ، فغفل عن الحياة والتجربة والاستعمالات اليومية التي تولّد المعاني أصلاً، السخمطة وغيرها من الكلمات تولد وتتوالد وتفرّخ وتتفارخ في سياق الشد والجذب، والعبث واللعب، والنقاش والوفاق على هذه الأرض المسخمطة بترابها وسخائمها المتلبلبة الدسمة المتنفسة. ومعنى هذا كلّه، إن صح كلامي، أن الفعل سخمطة ما زال مستغلقاً على الأستاذ يوسف زيدان، وأن السخمطة بعيدة عنه كل البعد، والحمد للآلهة توحّدت أم تكاثرت. إنه الأستاذ يوسف زيدان بكر لم يمس، ولم يمارس هذا الفعل النكر ولم يُمارَس عليه.

لكن ذهبنا بعيداً عن الغرض، فكان القصد أن نفهم العلاقة بين السخام الذي أصاب هذه المدونّة وبين الصنم سخموط الذي اُختلق بغية القضاء على السخام رمزياً وروحياً.. نفسيات الأستاذ يوسف مثيرة لكن ما أريد إبلاغه هو أهمية تحويل السخام إلى صنم، وهو سخموط، وقد تلوتُ عليكم أيها المصابين بالسخام الدعاء اللازم لمواجهته، فذممت السخموط وحذّرتكم من السخمطة.