23 فبراير 2013

الحادي\الثاني والعشرون من فبراير


الحادي\الثاني والعشرون من فبراير

صار أحدهم مولّعا بجايل كولينز، الصحفية الأمريكية التي يجاور مكتبها مكتب توماس فريدمان – أبعد الله عنكم كأسه – وجعل يبعث لي مقالاتها عن طريق الإيميل.. ليس هذا فقط ما يدعو إلى القلق، وإنما اتضح لي أنه – أي صديقي هذا – يلمّ بكافة التفاصيل عن بول كروجمان، وسائر كتّاب الرأي في جريدة النيويورك تايمز، إنه باختصار ضليع في عالم النجومية الصحافية..

حسنٌ قلنا لكم دينكم ولي دين، لكن، لكنات، لواكن، : أرءيت اللوى وقد صار في عرضه التقنفذ المنثني؟ أعرفت موسم الضجاع في حتت الموسكي؟ أعلمت موقف الولّاعة في منهمَر الفتيان، بلا أمل، بلا كهنة، بلا ذراع، بدون رثاء.  

ليس للأمر أكثر من لحظة تدارك وتمارك، ولم يعدُ أن يكون أكثر من مجرّد عتاب، لكني قلت له: لمَ الشغف هذا كله؟ لمَ متابعة المملين، والرماديين، والكررة والمررة وبتوع الككولا؟ كان هذا - وأقصد كل هذا: كولينز، وكروجمان، وما بينهما - حيلة منه للأمركة، وهبرة شيء من الثقافة المشتركة، مما لا يدعو إلى العتاب بل يدعو إلى المقارنة، المقارنة قبل الطوفان والإغلاق.

-وكالات أنباء

21 فبراير 2013

20 فبراير



العشرون من فبراير

فتحنا مغاليق مكتبة جامعة مدينة الأمير، التي يسمّيها أهلا البلاد « برينسطن »، وبينما نحن منصرفون إلى هذه العملية – التي اقتضى قضاؤها مجابهة قزم بحدبة متعرّجة تعاريج مهيبة أشبه ما تكون إلى هضبة مجوّفة قد نبتت عليها باقة فطرية وحيدة، ثم الإجابة على أسئلته المتعرّجة هي الأخرى، وحلّ ثلاث فوازير، فالقفز بما أوسعنا الله حتى نتفادى الأرض المنخسفة فجأة من تحت الأرجل – أقول: بينما نحن منصرفون إلى كل ذلك، إذ وجدنا أنفسنا منصرفين أيضاً إلى مطالعة نص نادر وفريد هو كتاب إرشاد الخلق إلى العمل بخبر البرق للشيخ الصالح جمال الدين القاسمي الدمشقي، الذي توفّته الآلهة سنة 1914.
يحدّد الشيخ في كتابه هذا نحو سبع عشرة شبهة رفعها القوم على جهاز التلغراف، ثم يردّ على كلّها، شبهةً شبهةً، فيدحضها ليقدّم رؤية مستنيرة تحلّ استعمال هذا الجهاز للمسلمين، ولا يحلى ذكر هذه الشبهات ههنا نظراً لتواضعها وعدم إثارتها دهشتي أو فضولي كبير إثارة.. يغيب عن النص ما يجذب اهتمام الآكاديميين في يومنا هذا، فلا نجد فيه – للأسف – محلات عثرة ولحظات سقوط أو انهيارات نفسية، على سبيل المثال.. ولا غرو في هذا الأمر، لأن النص يضع ثقته كاملة في هذه التكنولوجيا الجديدة، ويترك ما يسمّيه " تلغرافات العامّة " ويركّز فقط على تلغرافات رجال الحكم والقضاء.
الشبهتان الثالثة والثامنة تهتمان بما يسمّيه التحريف والخطأ، والتصحيف أو التزوير، وقد أطلقنا على هذه الظواهر " الضجيج " أو " الشوشرة " في تدوينة سابقة.

(وكما أسلفنا، قد عقدنا عزمنا على كتابة سطور قليلة في المدوّنة على الصعيد اليومي، لذا تجدها قصيرة مقصّرة، مختصرة مقتضبة)

18 فبراير 2013

جملتين مفيدتين



جملتين مفيدتين

«جملتين مفيدتين» - عبارة كانت تطلقها الأستاذة نادية إذا ما خجل أحدنا فامتنع عن الكلام، «مم مم مممه.. جملتين مفيدتين» عبارة كانت كفيلة بأن يردّ الساكت منا إلى صوابه، إذ ليس عليه إلا الإدلاء بكلام مختصر، مقتضب، وخير الكلام ما قلّ ودلّ يا أخي يا حْسين..
وإيماناً مني بهذا المبدأ الكوني المتفق عليه من جميع الأطراف، إنساً وجنّاً وذكياً وبليداً، فقد رأيته من المفيد، والجميل أيضاً، أن أغيّر من وتيرة الحياة، وأن أشدّ الحزام شوية وأدوس البنزين، وأن أطلق الثغاء من حناجر المترددين والمتلعثمين ومن بحلوقهم غصّة وبحّة، وأقصد بهذا كله: قد رسى يقيني – ولو لفترة وجيزة – على أهمية التدوين كل يوم، جملتين مفيدتين، أو كلمتين ذات نفع للعالمين، وليس هذا – فقط – إيماناً مني بمقولة الأستاذة نادية، بل هو إيماني الأشد بأن الكتابة ممارسة ومواظبة ما دفعني إلى الإقرار بهذه الخطّة المخطّطة.. إيماني بأنني، وإن دخلت مرحلة جديدة وهي مرحلة الرطجرة فهذا لا يمنعني من التنفّس قليلاً في نهاية كل يوم، وإلقاء بعض الأعباء من على كاهلي المتثاقل بالأحمال والأفعال.. أقول: هو إيماناً مني بأني أكتب كل يوم على أية حال، فما الضرر في الثرثرة هنا قليلاً..