21 فبراير 2013

20 فبراير



العشرون من فبراير

فتحنا مغاليق مكتبة جامعة مدينة الأمير، التي يسمّيها أهلا البلاد « برينسطن »، وبينما نحن منصرفون إلى هذه العملية – التي اقتضى قضاؤها مجابهة قزم بحدبة متعرّجة تعاريج مهيبة أشبه ما تكون إلى هضبة مجوّفة قد نبتت عليها باقة فطرية وحيدة، ثم الإجابة على أسئلته المتعرّجة هي الأخرى، وحلّ ثلاث فوازير، فالقفز بما أوسعنا الله حتى نتفادى الأرض المنخسفة فجأة من تحت الأرجل – أقول: بينما نحن منصرفون إلى كل ذلك، إذ وجدنا أنفسنا منصرفين أيضاً إلى مطالعة نص نادر وفريد هو كتاب إرشاد الخلق إلى العمل بخبر البرق للشيخ الصالح جمال الدين القاسمي الدمشقي، الذي توفّته الآلهة سنة 1914.
يحدّد الشيخ في كتابه هذا نحو سبع عشرة شبهة رفعها القوم على جهاز التلغراف، ثم يردّ على كلّها، شبهةً شبهةً، فيدحضها ليقدّم رؤية مستنيرة تحلّ استعمال هذا الجهاز للمسلمين، ولا يحلى ذكر هذه الشبهات ههنا نظراً لتواضعها وعدم إثارتها دهشتي أو فضولي كبير إثارة.. يغيب عن النص ما يجذب اهتمام الآكاديميين في يومنا هذا، فلا نجد فيه – للأسف – محلات عثرة ولحظات سقوط أو انهيارات نفسية، على سبيل المثال.. ولا غرو في هذا الأمر، لأن النص يضع ثقته كاملة في هذه التكنولوجيا الجديدة، ويترك ما يسمّيه " تلغرافات العامّة " ويركّز فقط على تلغرافات رجال الحكم والقضاء.
الشبهتان الثالثة والثامنة تهتمان بما يسمّيه التحريف والخطأ، والتصحيف أو التزوير، وقد أطلقنا على هذه الظواهر " الضجيج " أو " الشوشرة " في تدوينة سابقة.

(وكما أسلفنا، قد عقدنا عزمنا على كتابة سطور قليلة في المدوّنة على الصعيد اليومي، لذا تجدها قصيرة مقصّرة، مختصرة مقتضبة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق