17 يناير 2009

لقاء اليوم

لقاء اليوم

الحوار التالي جرى بيني وبين حاكم ولاية إلينوي المنحوس رود بلاجويفيتش، وقد تم نقله الى هذه المدوّنة فور انتهاء بثّه مباشرة على القناوات الفضائية كافة وبعض الأرضية، العالمية منها والمحلية.

كونياك: آدي انت خرّبتها بجد...

رود:
أفندم؟

كونياك:
ولا حاجة. يلا نبتدي بقى. اسمك.

رود:
رود بلاجويفيتش.

كونياك:
الأصل والفصل.

رود:
حاكم ولاية إلينوي الحالي ونائب في الكونجرس عن دائرة في مدينة شيكاجو سابقاً. خادم المواطنين وصاحب الحلّ والربط، الفكّ والجمع في مجالات شتى منها التغيير السياسي والإصلاح الاقتصادي. حمايا رجل سياسة مخضرم ونافذ. أما إنجازاتي فلا تعدّ...

كونياك [مقاطعاً]:
... ولا تحصى. نعم. قوللي يا رود، إنت ايه اللي خلّاك تطرمخها كده وتخون المواطنين؟

رود: انت عارف بتكلم مين؟ ماتلمّ نفسك.

كونياك: مانا لاممها عالآخر يا سيادة الباشا. يلا بلاش تحاول تفلفص. انت ليه حاولت تبيع مقعد الرئيس أوباما الخالي في مجلس الشيوخ؟

رود: بصّ يا أستاذ كونياك، معقول يعني أخلّي الفرصة الذهبية دي تفوتني؟ معقول؟

كونياك [موجّهاً كلامه الى الجمهور]: سيداتي وسادتي، ها أنتم قد سمعتم بآذانكم ورأيتم بأعينكم الاعتراف العلني للحاكم رود بلاجويفيتش، والذي فشل المحققون والمتحرّون في الحصول عليه، إلا أن الكونياك نجح في الجلاء عن الحقيقة بفضل مهارته الاستجوابية المتفوّقة.
[ثم الى الحاكم] كمّل يا فخامة الحاكم.

رود: زي مانا قلتلك - فرصة ذهبية. يعني أعيّن شخصاً محترماً لمقعد أوباما السابق مقابل ما بغدق عليّ هذا الشخص هدايا مالية أو سياسية. فقد دعم الشاعر ذلك بقوله:
إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمرّدا

كونياك: ما شاء الله. حاكم وحافظ شعر كمان. فعلاً لقد أخطأت في حقّك يا ريدو. نفسي أعزمك عالقهوة، نقعد ساعتين تلاتة وندردش.

رود [باستياء مبين]: انت بتشتغلني؟

كونياك: لا يا شيخ دانا معاك. بصراحة لو كنت مكانك كنت عملت نفس الحكاية. عارف يا ريدو، من زمان وانا نفسي أخشّ السلك الديبلوماسي ولا أرشّح نفسي لرئاسة هذا البلد أم ذاك، حاجة سياسية جامدة يعني. بس إيه، ظروف يعني.

رود: طب ماقلتليش مالصبح كده ليه؟ بقوللك ايه، قرّب شوية واسمع. [يقرّب ثم بصوت منخفض] أنا ممكن اساعدك عشان تحقق حلمك دا.

كونياك: أيوة.

رود: ايه رأيك تكون السناتور الجديد لولاية إلينوي؟

كونياك: هه؟ انت عبيط ولا بتستعبط. المقعد دا خلاص بعته.

رود: آه صح كده. طب ايه رأيك أعملك عمدة لمدينة كبيرة.

كونياك: قشطة. بس مدينة ايه يا ترى.

رود: مممم... هيوستن يعني. مدينة هيوستن.

كونياك: يا معفّن.

رود: طب نقول مدينة شيكاجو ويا دار ما دخلك شرّ.

كونياك: ماشي اتّفقنا. يلا نقرا الفاتحة.

كونياك ورود [بصوت مهلضم]: بسمالله الرحمنالرحيمالحمدلله ربالعالمين ... آمين.

رود: مبروك يا عمدة.

كونياك:
عقبال عندك يا صايع. [ثم مستدركاً] لو عرفت تشيل نفسك من السجن يعني.

رود: يوووووه دانت بارد قوي. وقد أكّد الشاعر ذلك بقوله:
جود الرجال من الأيدي وجودهم من اللسان فلا كانوا ولا الجود

كونياك [بنفاد الصبر]: وبعدين.

رود: يعني مش احنا كنا اتفقنا؟

كونياك: ايوه اتفقنا على انك تعيّنني عمدة، وخلاص.

رود: سفخص! وانا استفدت ايه من الكلام دا كله. ولا هدايا ولا دياولو.

كونياك [باستخفاف]: يلا عالبركة. [ثم متوجّهاً يم الجمهور] أعزائي المشاهدين، أشكركم على حسن متابعتكم. ثم أذكركم بأن أحسن مسرح هو مسرح الدولة.

01 يناير 2009

أتنبّأ

أتنبّأ

بعد أن قضيت فترة في تروّي ما يسمّيه أحد أساتذتي " السؤال الوجودي الكبير "، يعني إيه اللي جابلي هنا، لقد توصّلت ( و إن لم أستقرّ ) الى أن المدوّنة مساحة تصلح لأشياء ولا تصلح لأشياء أخرى، مثلها مثل أخواتها في النشر والكتابة، كل واحدة منها تجيد فنّاً ما ولا تجيد فنونا أخرى رغم بعض النجاحات التي تسمح بها المرونة .

بلاش فضفضة ياختي ماتلخّصي بقى

طيب، نكتفي بالقول أنني رأيت في المدوّنة مساحة تتفوّق في نشر أجناس أدبية معينة دون غيرها: الإباحية، الإفشخانة، التنبؤ، الخ. ولهذه الأجناس أكرّس مدوّنتي من الآن فصاعداً...

وأبدأ في التنبّؤ بما سيحدث في سنة 2009:

ألِفاً، سيلقى الرئيس حسني مبارك حتفه إثر اصطدام سيارته بقطار انحرف عن سكّته لأسباب غير معروفة، وشبه مستحيلة من النظرة العلمية.

باءً، سيعرف الرئيس حسني مبارك أجله بعد تلقّيه رسالة مجهولة المصدر تأمره بالانبطاح أرضاً على الفور!، فيتجاهلها ثم وهو يخرج قاصداً الحديقة إذ ينقضّ عليه طير الرخّ، مغرزاً مخالبه في منكبيه وخاطفاً جثّته الى بعيد حتى يتوارى عن الأنظار المتطلّعة والأبصار المتهلّلة.

جيماً، سيستمرّ شغف الناس بالرئيس وتقديسهم لمنصبه ، معارضين كانوا أو موالين، في كل أرجاء العالم وأطرافه، وذلك رغم وجود أشياء أهم بكثير مثل بنية الدولة ومكونات النظام.

دالاً، ستستمرّ الحلقة المفرغة في الدوران.

هاءً، الجوزاء ستتساحق مع العذراء، فيهتزّ الميزان ويشتدّ نقاشاً وجدالاً حول الحرية الجنسية، واحتمالات الحمل والإصابة بالسرطان، وكذلك مستقبل القوس القزحي، فيدلي بالدلو في الأمر كل من الأسد والثور والجدي أيضاً، أمّا الحوت فسيبتلع الجميع، غير أن العقرب على الساعة يدور باستمرار!

واواً، الرئيس بوش سيرجع الى مزرعته ويعود الى الجعة والصيد.

زيناً، تامر حسني سيرجع الى السجن ويلحق به كل من شيرين وعمرو دياب وعمرو خالد ورود بلاجويفيتش، ومبارك ايضا إن لم يمت!