15 مارس 2009

أنا والجاكيت والفشخرة

أنا والجاكيت والفشخرة

الاقتصاد

هي الحقيقة للأسف الشديد، ورغم ذلك،
وهو رغم كبير! لقد عرفت حكاية طويلة، لا تزال خيوطها تجري وتعود، تتعلق بما حدث بيني وبين الجاكيت والفشخرة، وأي فشخرة!
اسمعوا!
أو لا تسمعوا، فلا يهمني على الإطلاق.
الغرض... فهمت، ان الاهتمام (بل والشغف) بالظاهر من دون الباطن، والتعلّق بالمزعوم على حساب المخفي، شأن من شؤون الاستعراضية الفارغة، والرأسمالية الكاذبة، يصبّ في مصلحة التشليح والإفقار.

لكن ما الذي دفعني اذن، للجري وراء الأكذوبة، والتلهّف على الدنيء من الأمور؟ ومنها ذاك الجاكيت!
هل هو البرد؟ كلا، اذ اني عمري ما فضّلت الصحّة على الجمال، ولا الدفء على الذوق، فكفانا كلام العقل، لأنه ليس بنا لائقاً!

على كل، لم يكن الجاكيت، في نهاية المطاف، من نصيبي. حتى الآن.

انفقأت الفقاعة وبانت من خرابها السوائل الفاسدة والمياه الآسنة،

أيتها الإخوة والأخوات، لقد بلغنا الهدى، وتصدّينا لمن بقلوبهم حقد ومرض ورياء وشكّ،

فلقد تغلّبنا على الخونة والخائبين والمرتزقة من القوم،

وعرّيناهم على الملأ، وعلّمنا الحق والدفء والأمنية والإخلاص،

وأثبتنا أنه لا غلبة ولا سلطان إلا لمن يرفض الإسفاف والعفن في بضاعة الإستهلاكية الرخيصة، السهلة، وسلعها المغشوشة بالحموض والطفيليات والعبودية والإشعاع،

والدنيا بعد البرد الخفيف قد عرفت أخيرا الحرارة،
فهل أجد سبيلي الى حذاء جديد؟