21 يوليو 2009

الإخاء

الإخاء

أم هل هو التآخي؟ المهمّ، لقد أفرحني كثيراً طلوع هذا السمندل (وهو أخ الأخولوتل)، قد تربطني اليه علاقة الأخوة، ناهيك عن أشكال الإخاء والتآخي ونحو ذلك.

نوّرت يا عدلي!

نوّرت يا عدلي!

هو عدلي رزق الله، فنّان معروف، مترسّخ في علمه، متموّج في البحر، وكما أنكم تتبيّنون ها هنا، وبالتحديد فوق، فقد اخترته هو دون غيره لتجديد رسم العنوان أعلاه. وبالطبع لم تسنح لي فرصة استئذانه وطلب رضاه في الأمر - وإن سنحت فإني لم أنتهزها - إلا أني لا أجد كبير ضير في ذلك. وقد يعتبره البعض انتهاكاً للحقوق الفكرية المشروعة للرسّام، قضية تُرفع الى محاكم الرأسمالية والفنّ التجاري - إلا أن هذا رأي الأحرى بنا ألا نولّيه كثير اكتراثٍ، فإذا أرادوا الحطّ من شأن الفنّ والتوغّل في الوسواس القهري فلهم أن يفعلوا ذلك، أو أن لا يفعلوا. مليش دعوة.

وكما قد يعلم بعضكم، فإني شِلت الصورة دي من على غلاف رواية " رامة والتنّين " لإدوار الخرّاط، الصادرة عن دار الآداب، ثم ألصقت عليها عنوان هذه المدوّنة، وهو " عالبحري " وظبّطت الألوان شوية بحيث تتناسق أكثر وأضواء المدوّنة الأصلية.

وربّما نستنبط من عنوان الرواية (وليس عنوان المدوّنة) أن هذا الحيوان البحري ألا وهو التنّين المرافق للبنت المدعوّة رامة. غير أنه أشبه بكثير، في نظر البعض، الى حوتٍ عظيمٍ يثوي الأعماق، أو فصل من السمك في أغلب الظنّ.

على كل، فإننا سنتعرّف (أو قد لا نتعرّف) على هذا المخلوق الفذّ أكثر في روايتي الصادرة قريباً بإذن الله سبحانه وتعالى (ثم عزّ وجلّ): " رسالة في [لسه ما قرّرتش] ".

أمّا سبب كتابتي رواية فرغبةً أولاً في اللحاق بموجات التقدّم والارتقاء، وكذلك بلوغ النور الساطع وتناول القوت الناجع، ثم زرع جذور النرجس فتسلّق جذع زهرته، إضافة الى ارتداء ملبس جديد، لا هو قبّعة ولا هو حزام، بل أقرب ما يكون الى تسريحة جديدة تعقبها عملية ترقيع فرانكشتينية كاملة.

ثمّة أيضا الرغبة في التجسّد، على غرار ما حققته المدعوّة صبا الحرز عند صدور روايتها " الآخرون ". إذ رغم سباحتها الكتابية في ندوات الانترنت، غير مقيّدة لا بجسمها ولا باسمها، بل حرّة طليقة لا يعوّقها عائق، فإنها في نهاية المطاف التجأت الى جسدية الكتاب المنشور، المحمي المحدود بين غلافيه، يربطها بكلمات ثابتة، ملموسة، تمسكها اليدان. غير أن " صبا الحرز " هذا اسم لشخص لا وجود له على أرض الواقع.

ولا نستبعد أن يكون هناك سببا آخر، رابضا في طوايا النفس الغادرة، وهو أخلاقيات العمل البروتوستانتية - التي تقوللك يا إما تنتج حاجة يا إما تنتحر وبلاش تضيّع مواردنا الطبيعية المحدودة، المتصارع عليها. وهي الأخلاقيات التي في نفس الوقت تكاد تثنيني عن عزمي في الكتابة، بل تكاد تقطع الوشائج بيني وبين الأدب نهائيا!

ولعلنا نستوحي بعض ما بدر من أفواه الآخرين في هذا المجال - أي دوافع الكتابة - على سبيل المثال:

منى الشاذلي: كتبتي ليه الحواديت؟
رحاب بسام: صراحة خالص، العِند!
(العاشرة مساءً)

مجدي: انتي ليه بتكتبي بالعربي مع ان معظم قرائكِ إنما هم في الغرب يقرأون رواياتك بالفرنسي والانجليزي؟
هدى بركات: الحِقد!
(ندوة في جامعة تكساس)

هذه شذرات، أصوات تبادرت الى ذهني عرضاً أو بغير عرض، لمَ لا نقتبسها ونقدّسها كما نقدّس الكلام في المتن؟ في الحقيقة، لقد تردّدتُ قليلاً في إيراد سؤال مجدي، أوّلا لأن اسمه ليس مجدي، وثانيا - وأياً كان اسمه - فهو من ألدّ أعداء الأدب والعبث، فلماذا نفسح له مجالاً في بحر كلامنا المنطلق الحرّ؟ لا ضير ولا غضاضة.

17 يوليو 2009

بعض ما طاب ولذّ من الكلام الهابط الفذّ

بعض ما طاب ولذّ من الكلام الهابط الفذّ

اليكم بكلمات أقتبسها من رواية ما. ولكم بعد مطالعتها التصرّف كما ترون.
حزامة حبايب تتحدّث:

" [ وكان] يشرح لها أصول النحو وقواعد اللغة العربية ... كان يبدأ بإعراب مبتدئها وخبرها، ما تقدّم منها وما تأخّر... وإذ تأكّد أنها فهمت الدرس الأول، انتقل الى الأفعال اللازمة والمتعدّية، متعدّيا على أزرار الفستان، زرّاً زرّاً، فيتدفّق ثدياها، كرتي ثلج ولهب، تتمطّى حلمتاهما فيأمرهما وينصبهما ويجزمهما، ثم يمتدّ فعله المضارع من صدرها ... معليّا صوته بالشرح الوافي، الى أن يبلغ حافة سروالها، فتنزلق يده على المفعول به والمفعول فيه والمفعول معه والمفعول لأجله والمفعول المطلق، ولا يتوانى عن تشكيل أحرفها الملساء بحركات الفتحة والضمة والكسرة والسكون، الوثّاب التوّاق، برأس اصبع المستدفئ بجملتها الممتعة، المفيدة. حين ينتهي من شرحه يسألها ما اذا فهمت الدرس... "

من رواية حزامة حبايب، أصل الهوى. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت. 2007. (ص 109-110).