11 أغسطس 2009

اكسترافاجانزا!

اكسترافاجانزا!

وقف جمبي عالسرير بيطرطش عليّ نبيت أحمر لحد ما جاب على نفسه.
قمنا رقصنا واحنا نفعّص في بعض.
وهات يا تقفيش. وهات يا بعبصة. فضلنا راقصين لغاية ما اتلعلع النور فجأة واتطفى، اتلعلع تاني إنما من تحت رجلينا. وشّه اتغيّر خالص، شكله بقى واحد تاني. وأنا كمان.

قلتله:
" هو احنا في ايه ولا ايه؟ "
" علمي علمك. "
" قصدي الشقة دي بتعمل كده ليه؟ "
" مش شقتي، يبقى مبسألش يعني ماليش صالح فيها. "
" هات زبّك ألعب بيه. "
" امسك. "

أخدت زبّه في ايدي قام هاجم عليّ. طرحني عالأرض راح ينزل فيّ طاخ لغاية وشي كله ما اتدمّى. ضحكت بحسّ عالي وشخطت فيه:

" بطّل بقى يا مجرم! "
" قال ايه قال مجرم! قوللي ياض انت فين مخبّي النبيت الأحمر. ما تنطق يا وله! "
" انت عبيط يا مجنون ولا شكله كدا بس؟ كنت بتكبّه عليّ وبقى خلاص. "
" آه صحّ، يرضيك كده؟"

انفلتُّ من قبضته بحركة أخولوتية، وانسللت الى وراء الزجاج حيث تعذّر له الوصول اليّ.


08 أغسطس 2009

قال الجاحظ، فقلتُ

قال الجاحظ، فقلتُ

قال الجاحظ: إنّ بعض من يظهر النسك والتقشّف اذا ذُكر الأير والحِرّ والنيك تقزّز وانقبض، وأكثر من تجده كذلك فإنما هو رجل ليس معه من المعرفة والكرم والنبل والوقار إلا بقدر هذا التصنّع.

















استظرفتُ الفكرة فدوّنتها على ساعدي الأيسر. تململتُ في السرير وأنا أمعن النظر فيه، أكتم ضحكة بصعوبة - بينما وقفت هي ترشّ عليّ ثمالة النبيذ.
حاولت - بصعوبة بالغة أيضا - أن أكتم البديهيات التالية:

هناك فرقاً هائلاً بين الإدّعاء وبين عدم الإدّعاء بعدم الإدّعاء.
هناك فرقاً هائلاً بين السخرية وبين الفوق-سخرية.

هؤلاء في الفئة الأولى يبتغون حفظ مياه الوجه. ما يرغبون فيه إنما هو الإمساك بزمام السلطة والأمور، فمن يرسم خطّ الجدّ عن الهزل بإمكانه أن يطلق كافّة الأحكام المطلقة على الآخرين، ويخضعهم لنظامه الأخلاقي الخاص، المتكوّن أساساً من مصالحه الشخصية ورغباته الوصولية، والتي غالباً ما تعبّر عن سعيه وراء الحفاظ على مكانته الاجتماعية والاقتصادية.

قال الجاحظ أيضاً: هناك نظرية سائدة تفيد بأن الملابس تحفظ المرء من كشف العورات، وتحفظه كذلك من التعرّض الى النظرات المستنكرة والعيون المهتاجة.

من السهل جداً أن نكذّب هذه النظرية، من السهل جداً أن نعجنها ونلويها ونمسح بها الأرض.
المرء لا يريد أن يواجه جسده العاري، اذ يقتنع بأنه سيرى عندئذ جسداً غير متناسق الأعضاء، جسداً غير ذي إثارة - بل يثير أكثر ما يثير التقزّز والاشمئزاز.

وكذلك الكلمات العارية:

الأير والحرّ (أي المهبل) النيك.

والبظر والطيز والأحليل والجعضيض!

وأكثر من تجده كذلك فإنما يخاف أكثر ما يخاف أن يخرج عن بورجوازيته المتوسطة، الكارهة للفنّ والعبث والتنفّس!

ظلّت واقفة تسكب على جسدي العاري ما تبقّى من الخمر، ثم عادت واستأنفت العملية بالكونياك..