29 يناير 2011

تحيا مصر حرة ديموقراطية

قدوة يُقتدى بها


Align Centre
بالباركور


بالكاراتيه


بالتحرير

24 يناير 2011

المحيط الفشري في شرح كلام عالبحري (3 ج)

المحيط الفشري في شرح كلام عالبحري (3 ج)


***

هذا أمر غريب جدّاً : لقد بدأت مشروع تأليف هذا القاموس منذ عدّة أسابيع بهدف " إيضاح ما غمض، وكشف ما خفي، وتصفية ما تعكّر " على حدّ تعبيري، ومع ذلك فما ان دوّنت السطور الأولى لهذا الكتاب-المسخ / المسخ-الكتاب حتى ازداد الطين بلّة، وتدهورت الأشياء نحو الأسوأ والأغمض في غمضة عين، ولمحة بصر.. قد يظنّ البعض أن هذا كلّه كان قصدي وتدبيري من الأول، وقد لا يخلو ظنّهم هذا من بعض الصحّة، لكنني لا أدري، وهو الأمر الذي يدفعني الى معالجة هذا الغموض في تدوينة مطوّلة أعدّها حالياً بعنوان البيان والتبيين وقد أسمّيه أيضاً رسالة في الأدب والعلم وما بينهما طازج، طازج وبشوش مثل الزنجبيل، أو البجعة ربما .. ربما، المؤكّد على كل حال أنني سأكتبها، لتكون آية في الحسن والجمال وعبرة من عبر الأجيال، الخ.



18 يناير 2011

المحيط الفشري في شرح كلام عالبحري (3 ب)

المحيط الفشري في شرح كلام عالبحري (3 ب)

باب الأخولوتل (الذيل الثاني)

حلمت بالأمس أني كنت أتصفّح قاموس العامية المصرية الذي أعدّه الدكتور السعيد بدوي والدكتور مارتن هايندز، حين رأيت هذه الكلمة:



فقلت في نفسي: هاي معلومة جديدة هاي، لم أكن أعرف أن أهل مصر قد سلكوا هذا المسلك، فأطلقوا على أداة الاستحمام هذه لقب "أخولوتل" في لهجتهم الدارجة. فلأضيف هذه المعلومة الى ترسانة معلوماتي المكتسبة، ولتستقرّ الى جانب معلومات مشابهة: مثلاً يقول أهل مصر "موس" بدلاً من "مشرط حلاقة"، ويقولون "قزاز” بدلا من "زجاج”، كما أنهم يقولون "أخولوتل" بدلاً من إسفنج وهكذا..

لكن الحقيقة أنني لما أقول "قرأت هذه الكلمة في القاموس" فهذا وصف غير دقيق بالمرة، الأحرى أني قرأت الكلمة "أخولوتل" ثم * أحسست* على الفور بما معناه "إسفنج"، ورأيت تلك الحفنة الصابونية من الألياف الناعمة الرقيقة وهي تنبض مفرزة القليل من الزبد في يدي...

***

ما ان خلصت من التدوينة السابقة – باب الأخولوتل – حتى صادفت هذه الفقرة من مقدمة الوزير ثروت عكاشة لكتاب مسخ الكائنات: ميتامورفوزس للشاعر الروماني أوفيد:









هذه هي مصطلحات زماننا اذن! - النسخ والمسخ والفسخ والرسخ: اللهم فاشهدوا!

14 يناير 2011

المحيط الفشري في شرح كلام عالبحر (3)

المحيط الفشري في شرح كلام عالبحري (3)

باب الأخولوتل

يحدث أحياناً أن الإنسان يمرّ بمراحل زمنية معيّنة، يخيّل إليه أنها مختلفة عما سبقها ومغايرة لما سوف يلحقها، فيقول مثلاً إن تلك كانت مرحلة اللون الأخضر، وتلك هي مرحلة القلقلة والانهيار، أما هذه التي أعيشها الآن فلا بد أنها مرحلة الإيقاع السريع، والخطو الهريع، وإن كانت أقرب ما تكون الى الضباب الرمادي اللزج، لا أتبيّن فيه الكثير.. وبين تلك المراحل المرقومة تعدّ أيضاً مرحلة البطولات العظيمة، ومرحلة الفانتازيا الجارفة، ومرحلة النميمة المنجعصة وغيرها.. يرجع المرء الى هذه المراحل ويجترّها، يسجّلها ويصنّفها، يحلّلها ويفسّرها، الى أن يقتنع بشيء من الحتمية القاسية، وإن كانت دافئة متبسّمة في رداء معانيها القاطعة، المفروغة منها.

تلك هواية لا أملّ الفرار منها، لكني ههنا أقول – نكاية فيها – إنها ربما لا تخلو من بعض الفائدة، فأعترف لكم يا سيّداتي وسادتي أنني أنا أيضاً مررت بمراحل زمنية طالت أم قصرت، دامت أم انتهت فهي محدّدة مخطّطة لا تنفلت من مخالب المعرفة والتنوير. فالحقيقة أنني قد عرفت منذ زمن قصير مرحلة أسمّيها مرحلة الأخولوتل، وهو الأمر الذي لا يغيب عن بعضكم بالطبع. إلا أنني أحبّ أن أرجع اليها كتابةً وقراءاةً، ليس بصفته حيوان برمائي عجيب، إنما بصفته زمن من الأزمان المعروفة، وحقبة من الحقب المدروسة، ومرحلة من المراحل المحروسة وأقول:

الأخولوتل وهنا نأتي على ذكر الأخولوتل باعتباره زمن، هو تقويم خاص لا يقاس بالمقاييس المعتادة فهو يخرج عن لسعة العقارب السامّة، وفي الزمن الأخولوتيّ هذا لا نقول "ثانية واحدة" أو "دقيقة واحدة" أو "أجيلك بعد ساعة"، إنما نقول "زعنفة واحدة" أو "يد واحدة" أو "أجيلك بعد تحوّلٍ عضويّ آخر"، ذلك أن مخلوقنا المائي هذا قادر على تعويض ما فقد من أطرافه اللحمية الكثيرة.. هذه هي مصطلحات زمننا اذن، وهي تختلف كل الاختلاف عن المصطلحات الكاسدة القديمة، الى درجة أنها تستلزم لغة مختلفة أيضاً لها قواعدها المفضّلة بحيث لا نقول:

ديل الكلب عمره ما ينعدل"

إنما نقول "ديل الكلب المائي ينعدل وينعدل، وهذا حسنٌ" لأن العبارة الثانية أليق وأظرف من الأول، وان اختلط فيه شيء من الطين والماء المسوّس، السائد في بحيرات العاصمة المكسيكية وبركها الضحلة الشفّافة، الزاخرة بالخصوبة والانفلات، والتضاجع الأخولوتي الآخذ في التلاشي والاضمحلال..

ولقد دأب بعض علماء الهندسة على ضبط تقويم ثابت ومعقول لهذا الزمن الأخولوتي، فأبدعوا كافّة الأدوات المعدنية الغريبة، والأوعية الزجاجية العجيبة، إلا أن محاولاتهم هذه كلها باءت بالفشل، فصدئت تلك الأدوات وتغبّشت تلك الأوعية، واستنفدت أموالها على كل حال فلا أحد يهتمّ بفكّ هذه الشيفرة المستعصية على العاقل قبل المجنون، والسويّ قبل المتشقّق، والواعي قبل الأهبل وهكذا..

لكن الخطأ يكمن في اعتباره – أي الزمن الأخولوتي – محكوم بشيفرة أصلاً، فهو يعتمد على الفلفصة والارتجال، والخلبصة والانتهاز أكثر مما يعتمد على الوزن المنظوم والجذر المعلوم. وخير دليل على ذلك ما دوّن له بعض مؤرّخيه في كتاب من كتبهم الملتوية فقال:

(التحوّل الجلدي الرابع والخمسون بعد المئتين، في الزعنفة السابعة والنصف من الذيل الثاني)، والظهر محدودب قليلاً لكن العامود الفقري بخير، بارز نعم لكنه سرى فيه شيء من الاستقامة الملحوظة رغم كثرة النتوءات، وردت أخبار قدوم الخيول الى الثغر، ثم وصولهم الى البرّ حيث أخذوا يفتّكون بالأهالي ويعيثون في الأرض فساداً وإرهاباً، لكنهم أبصروا ما في الخياشيم من برق ورعد وغضب وكبرياء، الأمر الذي جعلهم في حيرة من أمرهم فشرعوا في التراجع والارتداد، والفرار والابتعاد وهم هاتفون: مابلاش يا جماعة، احنا ناقصين..

وانفتحت الأسارير، وانتفشت السوالف الوردية حتى خيّل الينا أنه على أهبة الاستعداد لأمر عظيم، ولم تخب الظنون اذ أنه سرعان ما انتفخ انتفاخاً هائلاً ثم عاد الى حاله وصبّ لنفسه فنجاناً برّاقاً من القهوة المحلية، واستند الى كنبة مهترئة كالذي يقول: تفضّل، تشرب ايه؟

قرّب الفنجان من شفتيه المنفرجتين عن ابتسامة مكر وتواطؤ - فضحك. وضحكته تلك جعلت في المشروب عاصفة صغيرة، تراقصت فيها الأضواء، تمازجت فتقلّبت، وفاضت بسخونتها الذكورية الطافحة عليه وعلى بنطاله المحترق!

والقهوة، للأسف، لم تجنّبنا هذا المصير البائس.

وكان المأمون، في خلافته السادسة، الموافقة للتحوّل النسجي الرابع بعد المئة وزعنفتين، قد اشتهى تلك القهوة، فبعث في طلبها خمسين من رجاله الأقوياء، تفرّقوا وانتشروا في أراضي الخلافة المنتاهية الأطراف، قالبين في أغراض الناس، متفرّسين في الوجوه، سعياً وراء تلك القهوة النادرة حصولها.

وجرت عادة الناس في تلك الزعانف الغابرة، أن يميّزوا بين المشروب الذكوري والمشروب الأنثوي. فالقهوة الفاسقة، كما سبق وأشرت، تعدّ من المشروبات الذكورية، نظراً لما تنطوي عليه من خلايا منيوية مسحوقة، قد اُستخلصت من عضو من أعضاء الغزّال المتهدّلة. فإنّ صفن هذا الحيوان، يا أنتم، ألا وهو مصدر ذاك المشروب المنيوي.

خمستعش دولار!

خدي يا مدام!

ثانك يو!

لكن رجال الخليفة لقوا مصيراً مجهولاً، وقد تم نقل أخبار ذبحهم - على يد بعض من حرّاس تلك القهوة المنتصبة دائماً - الى مسامع أمير المؤمنين. وأغمى عليه في الحال.

حرّاس القهوة هؤلاء، لعلمكم، هم طائفة من طوائف الفلول الزائدة، والمطاريد الحاقدة، المتبقّية من حملات الأمريكان البشعة على الهنود الحمر. وهم طائفة من الأشباح، انشقّت عن هؤلاء. وهم يرون الغيب، وبأسهم شديد.

الأخولوتل يركض، ويتسلّق الشجرة بلباقة وخفة. من فوق عرشه هذا، يرمي على الإنسان بسيل من حبات البندق. ثم يضحك. ودماغ الإنسان ينفلق نصفين.

وهذا قليل من كثير، جاء في كتاب من كتبهم الملتوية.

فقال البعض: إنه الفخّ.

وقالوا: إنها المصيدة، والشباك الطائلة، وقع فيها الكثير قبل القليل، والمؤمن قبل الكافر والعكس صحيح أيضاً.

12 يناير 2011

المحيط الفشري في شرح كلام عالبحري (2)

المحيط الفشري في شرح كلام عالبحري (2)

لأن العام المقبل إنْ هو إلا تتمّة للعام المنقضي، ولأن الزمن الآتي إنْ هو إلا غصن رقيق مزروع في الزمن السحيق، فمثله هذه التدوينة الأولى لعام ألفين وحداشر الميلادي ما هي إلا استكمال لبعض ما أثرته في التدوينة السابقة، الرابضة القابضة على مشارف ألفين وعشرة وأعطافه الديجيتالية المطوية بقهر وانفلات، وشيء من الدماثة. فليكن.

وأقول:

مسرح الدولة وهو كل ما يقوم به أسيادنا على سبيل الفرفشة والاستعراض، كما أنه اللحظة التي ندرك فيها أن التمثيل نوع من العمل الجادّ، فقضاء ساعتين في الحمام يندرج في خانة الجهود المبذولة على الصعيد اليومي، تصفيف الشعر وإطلاق المعر، كل هذا يعتبر إبداعات على معيار واحد، يزال عنده الفرق بين المكياج والجلد، بين الإدعاء والإدعاء بعدم الإدعاء، وبين الباطن والظاهر ونحو ذلك.

عري هو حالة كل واحد فينا إثر خروجه من الرحم بكامل ملابسه الطبيعية التي يحتاج اليها: سراويل وقمصان وكوفيات وبنطلونات طبعاً، ثم أحزمة وقلنسوّات وغوايش وبراطيش بكاروهات، وما أدراك ما براطيش بكاروهات.

فشخرة وهي صوت القلم على الورق، وانبلاج الفجر عند الفلق، وأوّل ما يصدر عن الوليد على سبيل القلق وربّما الأرق، الخ.

استهلاك يكونش اللي نفسي فيه، ولا مش عارف صراحة كنت افتكرته حاجة وسخة بس قاللك ايه على رأي المثل عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم صدق الله العظيم

قهوة أذكر بهذه المناسبة أنني ذات يوم من الأيام كنت أبحث في أصول هذا المشروب، فوجدت أن أهل اليمن أيام زمان اصطلحوا على كلمة "مرقحة" والمقصود النشوة الخاصة المصاحبة لعملية شرب القهوة دون سائر أخواتها من المشروبات والله أعلم.

كونياك اللي ما شربتوش من زمان. اللي معاه قزازة يا ريت يبعتهالي.

...

اااااخخ دماغي، كفاية قوي كده، عملية السلخ والقشر دي توجع الراس، ايه الهبل ده أصلا مش فاهم، دي عاوزة مفهومية قوي دي، كاوتش كاوتش كاوتش