01 مايو 2010

أصلي وفصلي (2)

أصلي وفصلي (2)

مشاهدينا الكرام: تحيات طيبة وأشواق ثيّبة (من ثيّب وهي الإمرأة غير العذراء) وبعد،

لقد أكل آدم من تلك الشجرة هو وزوجته، فوقعا بذلك في الخطيئة وجعلهما الله سبحان وتعالى عبرة لمن يعتبر وهكذا.. فما أصل الإنسان إلا خطأ مملّ، عرفناه وسمعناه كتير قوي حتى زهقنا، نعدّيه خلاص ونرجع نعيش..

فاعرفوا أيها المشاهدون أنه حتى الملك عبد الله يتلخبط في قراءة النقط والإعراب (كما ذكرت يا محمود)، فما بالك بمدوّن غلبان، طفل بريء، اذا ما ارتكب خطأ صغيراً في فنون المطالعة والتفسير.

فلقد نشرتُ على هذه المدوّنة المتواضعة وثيقة تثبت أصلي، مخطوطة توضح فصلي، هي بمثابة شهادة ميلادي التي تبدّد الشكوك الرائجة حول نسبي وحسبي، اللي هو عربي طبعاً. فقد جاء في تلك الرسالة المسمّاة هزّ القحوف في شرح قصيد أبي شادوف بعض الأسماء القبيحة نعم لكنها أصيلة عريقة، منها زعيط ومعيط وكسبر وقفندر، وأخيراً وليس آخراً المسمّى بنبن.

أو هكذا كان يبدو.

الحقيقة التي اكتشفتها مؤخّراً هي خلاف ذلك، فما من بنبن ولا حتى جنبن، أتاري ده كله خطأ مطبعي ناتج عن سوء نسخة البي دي إف اللي كانت عندنا. فإنّي وبفضل حب الاستطلاع قد طلبتُ من المكتبة النسخة المنقّحة للمخطوطة والتي تمّ إعدادها منذ حوالي خمسة سنوات على وجه التقريب. واليكم بهذه النسخة الواضحة الجلّيّة كما هي:







(وفي الهامش)





وهذا الأمر كلّه يذكّرنا بالفضيحة الكونية الكبرى التي أطاحت برأس المذيع المحترم دان راذر، فرَمَتْ به الى البوتقة ثم الى المقصلة، في قضية تتعلّق بوثائق عسكرية تخصّ الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الثاني. لم تكن هذه الوثائق تخصّ أصله وفصله - فهذا أمر مقطوع به حيث أن الكل يعرف أن الرئيس هو ابن كلب وأمّه ضبعة من الضباع الشرسة - إنما تدور قصّته حول الخدمة العسكرية التي كان يزعم أداءها في القوات الجوية منذ حوالي عشرين سنة. وقد ظهر الأخ دان ذات ليلٍ مشؤوم على الشاشة، وبيده هذه الأوراق القائلة بأن هذه الخدمة وذلك الأداء لم يحدثا إطلاقاً - إلا أنه اتضحّ فيما بعد أنها أوراق ملفّقة أو مزوّرة أو شيء من هذا القبيل. ونتيجة لذلك قدّم المذيع المحترم استقالته لمجلس إدارة شركة سي بي إس الإعلامية.

لكني أيها المشاهدون لستُ دان راذر، ولستُ عجلاً رضيعاً خانعاً مثله، لا أخضع ولا أستسلم لضغوط يمينية كانت أم وسطية (ربما أخضع لضغوط يسارية لكن هذا ليس قضيتنا اليوم)، ولذا سأبقى في منصبي هذا الذي رفعني اليه الشعب وكرّسه سيّدنا البطريرك مارّ نصر الله بطرس صفير.

ولكن المفاجأة الكبرى - أيها المشاهدون - هي أن محرّر هذه النسخة ليس سوى المترجم الحكيم، المستعرب الرزين همفري ديفيز ذات نفسه، الذي التقيت به منذ وقت قصير جداً في نادي المثقّفين (قال مثقفين قال) بوسط البلد. وكان تبدّى لي آنذاك رجلاً متواضعاً ، لا يكنّ لي سوى المودّة والإكرام، فلا يتكلّم عن نفسه كثيراً إنما يستمع ويستفسر، ومن حين لآخر يطلق بعض القفشات الظريفة، ليس مباشرة إنما عن طريق الغمز واللمز..

فربما يكون الأمر مؤامرة عالمية عظمى يديرها هذا المترجم، غيرة منه أن اسمه هو ليس عربياً لا من الناحية القحطانية ولا من الناحية العدنانية، يعني انت مين يا استاذ "همفري" دا لقب انجليزي بامتياز ملوش أصول أعرابية بأي حال من الأحوال..

هناك تعليقان (2):

  1. يا عزيزي الأمر واضح وضوح الشمس، أنت بن كاف، كما يقول الأمريكان بن لادن، في تحطيم متعمد لقواعد اللغة العربية، القائلة بأن الصواب ابن كاف و ابن لادن.

    ردحذف
  2. يسعدني أن يكون اسمي من حطام اللغة وأشلائها اذ ذلك يصبّ في مصلحة التفكيك والتزوير
    إلا انني ما زلت مصرّاً على البحث والتنقيب في المخطوطات القديمة منها والحديثة رغم أنف الاستاذ همفري

    ردحذف