13 مايو 2010

وقفة ضرورية على الجمل الأزرق وبعض ما نتف من وبره

وقفة ضرورية على الجمل الأزرق وبعض ما نُتِفَ من وبره

يحلو لي بين الحين والآخر أن أتعرّض لبعض مخلوقات الله المنسية، بعض الكائنات الخرافية وغير الخرافية التي قد تمّ إهمالها وإغفالها لأسباب غير واضحة، وغير مقنعة بالمرّة. فمن هذه الحجج التي صادفتُها، والتي اعتلّ بها بعض أهل الخجل والإنكار:

أ) هذه المخلوقات خرافية، ولذا لا جدوى يُنشد من ذكرها

ب) لقد انقرضت طائفة منها، أما الطائفة الأخرى فلقد تطوّرت وتحوّلت الى أنواع أبهر وأنفع

ج) لا يكون ذكرها سوى ضرب من السحر الأسود، أو النفث في العقد، وذلك مما لا يحمد عقباه

د) بسّ يا عم ما عدتش فاهم اي حاجة تقولها

إلا أنه يسرّني أيما إسرار أن أتجوّل برفقتكم في هذه الحديقة الغنّاءة * المكتظّة ببعض ما زمجر ودمدم * وبعض ما يندّ عنه الثغاء * وبعض ما يندّ عنه الرغاء والمواء والهراء * فلنصيخ السمع، ونرهف الحواسّ * علّنا ندرك بعض ما تولّد من الجِنّة والرِنّة والناس

فلنذكر أمر العدار ونقول (أمّا العدار) فهو كما ذكر المسعودي في كتابه (مروج الذهب ومعادن الجوهر):


يعني ايه (يتدوّد دبره) يعني يجيله الدود في طيزه يا معفّن يا مسعودي الله يقرفك. لكن ما سقط عن هذا النصّ هو أن العدار لا تقتصر مظانّه على صعيد مصر واليمن السعيد فحسب بل تمتدّ الى حواري وأزقّة مدن الخليج حيث يتقمّص شخصيات بارزة أمثال ... (سقط هذا الجزء من النص وضاع..)

(وقال بعض الناس) هذا من الثقل والدناءة (ثم عارضهم البعض الآخر وقالوا) بل من الخفّة والعبث.

ثم لنذكر أمر الجمل الأزرق فنقول (أمّا الجمل الأزرق) فهو نوع من أنواع المركوب اشتهر أيام القحط والجدب والجفاف في البادية والبيداء والفيافي والصحراء ونحو ذلك. ولقد اختلف الفقهاء في سبب لقبه بالأزرق فيقول طائفة منهم ذلك لجلالة عهده ووساعة حنكته ثم يقول طائفة أخرى بل لشدّة عطشه وكثرة شربه في الواحة أما الطائفة الأخيرة فيقول الأزرق وهو لون وبره والله أعلم وبه نستعين..

وبينما يؤكّد علماء البيولوجيا وبالإجماع أن هذا النوع من الجمل قد مات وفات، انقرض واندثر، إلا أن بعض الجهلاء في الصحافة الصفراء وأقلام السفهاء لا يفتأون يروّجون للإشاعات القائلة بأن السيدة المحترمة م.غ. إنما هي محتفظة بعيّنات من الجمل الأزرق في حديقتها السرّية وأقبيتها العلمية حيث تناديهم بين الحين والآخر كي تحوّلهم الى الجمال العادية، غير اللافتة للأنظار.

واتفقّ في الآونة الأخيرة أنني العبد الفقير قد عاينت هذا الحيوان الغريب، الكائن المشيب، وعرفتُ هيئته الجميلة وقامته الأنيقة، الى جانب ملمسه الوثير وملبسه المنير. ذلك أن الأخت الشقيقة، السيّدة العفيفة زرادشت قد راق لها السفر الى مدينة نيو أورلينز، فتفقّدت أحوالها وتوقّفت على أشغالها، ومنها أشغال الفسق والدعارة والعهر والانفلات!


أَجَلْ فإنها مدينة نيو أورلينز - أو قُلْ (نالينز) وهو الأصح في لهجة سكّانها ولغوهم - الشهيرة بالفيضانات كما بالكبائر والموبقات. وذلك رغم وقوعها في الجنوب الأمريكي، المعروف بشدّة تخلّفه وحدّة تحفّظه، فتكون (نالينز) هذه بمثابة الواحة، المغوية لأصناف الحيوانات أجمعين، الخرافية منها وغير الخرافية: منهل دعةٍ يشرب منه الكثير، مورد جعةٍ يكرع منه الجمل والحمل والبعير.

يبقى فيها اللي طلع مالبيضة، واللي طلع من الرحم، واللي مسخلط وشّه بالزمرّد والزبرجد والفحم.

ولِمَ نستغرب اذن، أن الآنسة زرادشت وبينما هي طائفة بشوارع (نالينز) وأزقّتها، اذ وقع بصرها على شيء غريب، هو كنز فريد، ينبلج لمعانه من إحدى الفترينات الموجودة هناك. نمّت عن آنستنا شهقة مكتومة، توجّهت على فور الى ذلك الشيء الغريب، خطوات مسرعة تحملها الى المراد، يزيد لونه ازرقاقاً، يميل الى الكحل: ألا وهو كوفيّة مصنوعة من وبر الجمل الأزرق.

---

هذا الوبر بحوزتي الآن، ملك يديّ. الآن، تدور كل الأفلاك حولي، إذ أني الملك لويس الرابع عشر، الملك الشمس، الذي ظهر ذات يوم على خشبة المسرح، كي يقوم بدوره أمام الجمهور، ممثّلاً تلك الكتلة النارية الهائلة بظرف وامتياز، وذلك لمدّة اربعة وعشر ساعة بالتمام والكمال.

---

ولم أرد هذه التفاصيل من باب الفضح، اذ الفضح كما نعلم إنما هو تقنية خطابية تعتمد رؤية محدودة للأمور، مفادها أن الحقيقة شيء ثابت وإنْ غمض قليلاً وما خفي كان أعظم، وبالتالي ما علينا إلّا أن نكشف عنها القناع ونسقط عنها اللثام ويكون بذلك الباطن ظاهراً والظاهر باطناً. وهو الأمر الذي يقودنا الى إصلاح أنفسنا بل وإصلاح المجتمع والارتكان الى ركائز العالم الطوباوي الآتي الآتي الآتي... وأي نوع من الإصلاح هذا، الذي يتّخذ الحيوانات الفاضحة سلاحاً وأي سلاح، في حملة استعمارية ماجنة، هدفها إثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار؟

وآدي البيضة وآدي اللي شواها وآدي اللي قال حلوة أجيب حتة لماما!

هناك 3 تعليقات:

  1. الآنسة زرادشت5:46 ص

    هاهايييييييي! أصل انا بموت بالحراااااام!
    قمر يا ازرق انت!

    ردحذف
  2. وقال الشاعر قديما
    سرقوا الصندوق يا محمد.. لكن مفتاحه معايا

    ردحذف
  3. شتّان ما بين زرادشت وسيّد درويش

    إلا أن هناك من يقول إن الاثنين يروق لهما التحلّي بوبر الجمل الأزرق

    وهذا تفسيري للأمر الذي بنيته على الفراسة والقياس

    ردحذف