27 مارس 2010

قراءات في الغرابة المقلقة (2)

قراءات في الغرابة المقلقة (2)

أيام حرف ال(i) محدودة، فلقد أوشكت حياته على الفناء، كما أطلّت نجمته على الانفجار والبلاء.

فلقد عشنا كلنا تحت مظلة ال(e) لفترة من الزمن، إذ رأينا وجرّبنا ال(e)ميل وال(e)كتب وما الى ذلك. ثم دخلنا زمن ال(i)، عرفنا خلاله أمثال ال(i)بود وال(i)فون وأخيراً وليس آخراً، ال(i)باد. وهذه الأخيرة - شئنا أم أبينا - كانت بمثابة آخر مسمار يدقّ في النعش، أو قل القشة التي قضمت ظهر البعير. وذلك للتشابه المبين بينها وبين الفوطة الصحية الأنثوية ، فغدا هذا الاختراع المأسوف عليه مدعاة للسخرية، مضغة في أفواه الناس، الذي هب منهم والذي دب.

وهو الأمر الذي يقودني بالتالي، حسب تداعي الأفكار، الى ما جرى بيني وبين "العين" في الآونة الأخيرة. فاعلموا أني كنت مارّاً ذات يوم في دهاليز المؤسسة الموقرة، واذا بي أصادف في الطريق: المفكّك الخطير، الوجه المنير، خادم الحرمين الشريفين، الأستاذ العظيم طارق العريس. تعثرت خجلاً أمام الأشعّة التفكيكية المنبثقة منه، إلا أنني سرعان ما تماسكت ولملمت أغراضي وقلت على سبيل التحية: أهلا يا أستاذ.

اكتفى الأستاذ بالاقتراح التالي: عليك يا أنت بقراءة ما قاله الحكيم فرويد عن العين، ثم ما قاله عبد الفتاح كيليطو بشأن الغرابة المقلقة.

[وبما أننا نعيش في زمن الروابط، يجب أن أربطكم بالرابط الأهم وهو الكتاب الذي أتشوق لقراءته: ...]

والحقيقة يا ناس (تعبتُ من مخاطبة الناس): الحقيقة يا أنت، الحقيقة المخيفة، أنني في نفس الأسبوع الذي تناولت مقالة فرويد، وكتاب كيليطو، إذ سقطت من عينيّ تلك العدسات الطبية التي أتحلى بها على الدوام، ورحت نتيجة لذلك أتخبط في طرق الجامعة لا أرى شيئاً، أختبط بالمارّين والأشجار، أنتظر بلهف وتوق ذاك الطرد البريدي الذي سيحمل اليّ العدسات المطلوبة.

ثم اعرفوا عن فاء، ما قال لي بعد ذلك بأقل من أسبوعين، بأنه شافني في المنام، إنما ايه، كانت عينيّ محمرّة خااالص.

- نعم. لقد رأيتك هنا، جالساً كما أنت، لكن: احمرار فظيع في عينيك.

هناك 3 تعليقات:

  1. زُن12:59 ص

    بُنبُن حبنا،
    تسلملي عينك على هيدا المقال القمر! نعنعشتلي نهاري وفرفشتلي مودي!

    ردحذف
  2. على رأي المثل

    زوّدي النعنشة حبّتين سكّر وهتبقى زقططة!

    ردحذف
  3. غير معرف5:03 ص

    بلاش مرقعة و مسقعة

    ردحذف